اطمسوا.. اطمسوا هجمات إيران!

أيّام قليلة فقط مضت على بدء العـ ـدوان الإسرائيلي على إيران. وكما كان متوقعًّا، فقد اشتغلت هراوة الرقابة العسكرية لمنع افتضاح الخسائر الإسرائيليّة.

ويظهر تفعيل مقصّ الرقابة بهذه الدرجة، مدى أهميّة طمس الحقائق على الأرض، في وقت تظهر الصور والمشاهد الملتقطة عشوائيًّا (أو المتعمّدة من جانب السلطات)، أنّ الدمار الذي أصاب الكيان لم يعهده في تاريخه، ولهذا فإنّ الرقابة العسكريّة في أكثر مراحلها نشاطًا وانغلاقًا.

ومنذ اليومين الأوّلين من الحـ ـرب كانت الأنباء تتوالى: رقابة على استهـ ـداف منطقة غاليلوت وهرتسليا حيث يعتقد أنّ الهجمات أصابت مقرّات تابعة للوحدة 8200 والاستخبارات العسكريّة وقاعدة نيفاتيم وميناء حيفا ومصافي النفط فيها والموساد (مثلما يظهر فيديو لرجل يتحدّث بالعبري)، وذلك بالإضافة إلى تحذيرات معلنة موجّهة للمستوطنين من نشر مشاهد من الهجمات، ومداهمة منازل إعلاميّين وصحافيّين نشروا لقاطات عن الهجمات الإيرانيّة بما يلحق “الضرر بأمن الدولة”.

وفعليًّا، لماذا تغليظ هراوة الرقابة العسكريّة الآن؟

– احتواء التكلفة السياسية حيث إنّ طمس الحقائق يقلّل أمام المستوطنين، من حسابات “ثمن الحـ ـرب”
– الحفاظ على معنويات الجنود
– تضليل الإعلام باضطرار المراسلين العسكريين إلى الاعتماد على الأرقام الرسمية دون تشكيك، مما يعزّز رواية الجيش
– إضفاء الشرعية لجعل الحـ ـرب مقبولة اجتماعيًّا ومنع تراكم ضغط سياسي وشعبي
– حرب نفسيّة” ضدّ إيران (والمقـ ـاومة) وإظهار أنّها لم تلحق الألم بالكيان
– عدم خسارة الصورة التي بناها الكيان حول جيشه وأسلحته، وبأنّه من بين الأقوى في العالم، وسلاحه من بين الأفضل كفاءة

وبالتالي، فإنّ الأهداف بالإجمال هي، حماية الأمن القومي؛ ومنع التهويل أو بث الذعر؛ التحكّم بالرواية الرسميّة

طبعًا، الصواريخ التي انهمرت على قلب المدن-(والمشاهد المصوّرة)، وحدها تكسر هراوة الرقابة وأضاليلها.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top