نعيم قاسم “الوكيل”.. خطوة دينيّة أم سياسيّة؟

تبرز شخصيّات في العالم تحمل أعباءً مزدوجة، تجمع بين الزعامة الروحيّة والنفوذ السياسي. ومن بين هذه الشخصيّات، يطفو اسم الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحـ ـز ب الله، الذي أصبح مؤخّرًا الوكيل الشرعي لمرشد الثورة الإيرانيّة، علي خامنئي. ولكن، هل هذا التعيين مجرّد خطوة دينيّة بحتة، أم أنّه يحمل في طيّاته أبعادًا سياسيّة عميقة؟
الشيعة، المنتشرون في كلّ بقاع العالم من النجف الأشرف إلى مدينة قم المقدّسة، ومن سهول لبنان الخضراء إلى أرض الهند الواسعة، يحتاجون دائمًا إلى حلقة وصل تربطهم بمراجعهم الدينيّة. هنا يأتي دور المكاتب التمثيليّة والوكلاء الشرعيّين، الذين لا يقتصر عملهم على الإجابة عن الأسئلة الفقهيّة وتحديد المواقيت الشرعيّة فحسب، بل يتعدّاه إلى إدارة الأمور المالية المتعلّقة بالزكاة وغيرها من الواجبات الدينيّة.
في هذا السياق، يكتسب تعيين الشيخ نعيم قاسم أهميّة بالغة. فهو ليس مجرّد عالم ديني، بل قائد سياسي وعسكري بارز في لبنان، يقود جناحًا مؤثّرًا في المشهد اللبناني المضطرب. هذا التعيين يمنحه صفة شرعيّة وفقهيّة، ممّا يعزّز من مكانته الدينيّة والسياسيّة في آن واحد.
لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا التعيين خطوة دينيّة بحتة تهدف إلى تعزيز التواصل بين الشيعة ومرجعيّاتهم الدينيّة؟ أم أنّه خطوة سياسيّة مدروسة تهدف إلى تعزيز النفوذ؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top