تسعى إسرائيل إلى إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان وسوريا، مستغلّة الظروف الإقليميّة لتعزيز سيطرتها الأمنيّة. ففي الجنوب اللبناني، تعمل إسرائيل منذ وقف إطلاق النار على الامتداد أكثر من النقاط الخمس حتّى وتوسيع احتـ ـلالها عبر تفـ ـجير منازل القرى الحدودية، وتحويلها إلى منطقة عازلة، مم!ا يعيق جهود إعادة الإعمار وعودة السكان. تروّج إسرائيل لذرائع أمنيّة، مدّعية عدم التزام “حـ ـز ب الله” بوقف النار وعجز الجيش اللبناني عن السيطرة، بهدف تحقيق مكاسب سياسيّة تتجاوز الاعتبارات الأمنيّة.
أمّا في الجنوب السوري، فقد أنشأت إسرائيل مواقع عسكريّة جديدة، خاصّة في منطقة جبل الشيخ، لتعزيز وجودها ومراقبة المناطق المحيطة. كما قامت بتجنيد فصائل محلّيّة لحماية هذه المناطق العازلة، بهدف منع أيّ تهديدات محتملة من الاقتراب من حدودها.
هذه التحرّكات الإسرائيلية تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض، يضمن مصالحها الأمنيّة والسياسيّة، ويعيق جهود إعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعيّة إلى المناطق المتضرّرة.