الفتنة من خلال الـalgorithms

في ظلّ الحروب، يصبح انتشار الأخبار الكاذبة عاملًا خطيرًا يؤثّر مباشرة على مشاعر الناس وسلوكهم، خاصّة في بلد مثل لبنان حيث التوتّرات السياسيّة والطائفيّة متأجّجة. مع تصاعد الأحداث، تنتشر رسائل عبر واتساب تتضمّن تسجيلات صوتيّة أو صورًا مضلّلة تُنسب لأحداث ميدانيّة، غالبًا ما تكون قديمة أو مفبركة، ممّا يزرع الذعر ويؤدّي إلى ردّات فعل خطرة على الأرض.

الأخطر أنّ الكثير من المنشورات والمحتوى الرقمي في لبنان لا يتّخطى حدود المتابعين المحلّيّين، بسبب خوارزميّات التطبيقات مثل انستغرام، إكس وتويتر، التي تحدّ من انتشاره خارج البلاد، ممّا يمنع كشفه أو تصحيحه على نطاق واسع. في المقابل، تنتشر أخبار مضلّلة من الخارج، موجّهة للرأي العام اللبناني، قد لا تُرصد أو تُفنّد محلّيًّا، ممّا يخلق واقعًا إعلاميًّا مزدوجًا ويزيد من الضبابية.

هذا النوع من التضليل لا يكتفي بإثارة الرأي العام، بل قد يدفع الناس إلى اتخاذ قرارات خاطئة، مثل النزول إلى الشارع، إقامة حواجز، أو حتّى المشاركة في تحرّكات بناءً على معلومات غير دقيقة. في ظلّ غياب رقابة فعّالة أو وعي كافٍ، تصبح الشائعات أداة حرب بحدّ ذاتها، لا تقلّ خطورة عن القذائف.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top