هذا هو سرّ الوسيط العُماني

كثيرًا ما يبرز اسم سلطنة عمان كوسيط. في حـ ـرب اليمن القائمة منذ 10 سنوات؛ في الحـ ـرب العراقيّة-الإيرانيّة خلال الثمانينيّات؛ في المفاوضات النوويّة بين إيران والولايات المتّحدة في العام 2015، والآن في مفاوضات العام 2025، وفي إنهاء الحـ ـرب الأخيرة بين إيران والولايات المتّحدة وإسرائيل.

خلال حـ ـرب العراق-إيران التزمت سلطنة عمان الحياد؛ في الحـ ـرب على اليمن رفضت الانخراط عسكريًّا؛ وفي محطات التوتر الخليجي مع الإيرانيّين، نأت مسقط بنفسها؛ وهو، إلى جانب عوامل عديدة أخرى، ما أتاح لها دائمًا أن تلعب دورها كوسيط موثوق ونزيه.

رئيس جمعية الصحافيين العمانيّة الدكتور محمد العريمي يقول لـ”المرفأ” إنّ “عُمان تستضيف منذ فترة لقاءات غير معلنة بين مسؤولين أميركيّين وإيرانيّين في محاولة لإعادة تفعيل مسار التفاوض حول البرنامج النووي، وهذا الدور ليس جديدًا، كما أنّ “لدى السلطنة شبكة علاقات متّزنة مع الأطراف الدوليّة والإقليميّة، تؤهّلها للقيام بأدوار دقيقة دون الانحياز لطرف ضد آخر”.

النهج العماني يعتمد على “الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة” وفي ظلّ التصعيد الذي جرى بين الولايات المتّحدة وإيران، فإنّ مسقط “واصلت جهودها بعيدًا عن الأضواء، مدفوعة بإدراك استراتيجي بأنّ الانزلاق إلى مواجهة شاملة سيكون مدمّرًا للمنطقة بأسرها، ويُهدّد أمن واستقرار الخليج والمنطقة الأوسع”.

وبحسب الدكتور العريمي فإنّ “ما يُضاعف من أهمّيّة التحرّك العُماني هو أنّ التصعيد لا يهدّد طرفي النزاع فحسب، بل يفتح الباب أمام اضطرابات أوسع قد تمتدّ إلى الأمن البحري، وأسواق الطاقة، والتوازنات الجيوسياسية في الإقليم، ولهذا فإنّ أيّ تهدئة لعُمان دورٌ محوري في التمهيد لها، سواء عبر الوساطة الصامتة أو عبر تحريك الأصدقاء الإقليميّين والدوليّين نحو مواقف متوازنة”.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ “عُمان لا تسعى إلى وساطة علنيّة أو أدوار استعراضيّة، بل تتحرّك بحكمة وهدوء”. وحول المرحلة المقبلة، يقول الدكتور العريمي التحرّك العُماني جارٍ بالفعل، وإن بصمت، وقد نشهد في المرحلة المقبلة تفعيلًا أكبر لهذا الدور، سواء من خلال استضافة جولات تفاوض جديدة”.

وتبدو مسقط، بحسب رئيس جمعية الصحافيين العمانيّة، “أقرب العواصم العربيّة إلى منطق العقل والتوازن، وقادرة على أداء دور فعّال في إعادة صياغة المشهد الإقليمي على أسس أكثر استقرارًا”.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top