قرار الحـ ـرب.. هكذا يتّخذه “الجاهل”

كما كان متوقعًا، فإنّ “مهلة الأسبوعين” التي حدّدها الرئيس الأميركي ترامب لاتخاذ قراره إزاء الحـ ـرب أو التدخّل من عدمه، لم تكن سوى خدعة جديدة.

قد يكون من المفيد الاطلاع على تقدير مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون.

بولتون، وهو من منظّري غزو العراق ومن مؤيّدي الحـ ـرب على ايران، كان من رجالات الولاية الأولى لترامب إلى أن تخلّص منه الرئيس الجمهوري الذي أيضًا ما أن عاد إلى البيت الأبيض، حتى أمر بإلغاء الحماية التي يوفّرها له “جهاز الخدمة السرّيّة”، كمحاولة إضافيّة لإذلاله بعدما نشر بولتون كتابه “الغرفة التي شهدت الأحداث”، وهاجم فيه ترامب بحدّة.

بولتون من رموز “المحافظين الجدد”، وهو ظلّ يردّد “اقصفوا (منشأة) فوردو وانهوها”. وبرغم أنّ التواصل بينه وبين ترامب، منقطع، إلّا أنّ مستشار الأمن القومي السابق كان مقرّبًا بما يكفي من الرئيس الأميركي السابق، بما يسمح له بمعرفة سلوكه وطريقه تفكيره وكيفيّة صياغته لقراراته.

يصف بولتون “رئيسه السابق”، المعروف بإطلاقه تصاريح متناقضة ووعود وهمية أحيانًا، بأنّ ترامب نفسه لا يعلم ما عليه أن يقرّره وأنّه عندما كانت أزمات الأمن القومي تطرح أمامه كان يتصرّف “بذعر واضطراب”.

ما يفعله ترامب هو أنّه “يقوم بالتحدّث إلى العديد من الناس” (مستشارين ووزراء ومقرّبين)، وهو “يبحث عن شخص يقول أمامه الكلمات السحريّة. ويستمع إلى شيء، ثمّ يقرر كأنّه يقول نعم هذا صحيح، فهذا ما أؤمن به. ويستمرّ هذا الحال إلى أن يُجري المحادثة التالية مع شخص آخر”.

بولتون يصف رئيسه السابق بأنّه “جاهل تماما” بالحقائق الجغرافيّة، ويظنّ أنّ فنلندا جزء من روسيا، ويحابي الديكتاتوريين، ولم يكن يعلم أنّ بريطانيا قوّة نوويّة، ويرى أنّ غزو فنزويلا “شي جميل”.

هذا مجرّد جانب من فهم قرار ترامب مهاجمة إيران.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top