4 أيام من الحـ ـرب الدائرة، والمسؤولون في “سوريا الجديدة” كأنّ على رؤوسهم الطير. لا تعليق من وزارة الخارجية، ولا من رئاسة أحمد الشرع/الجولاني، ولا من الوزراء ومسؤولي الحكومة الذين تسابقوا خلال الشهور الماضية، على التعبير عن “سلميتهم” المفرطة أمام الغزو الإسرائيلي واعتـ ـداءات الكيان على أراضي ومقدرات الدولة وشعب البلاد.
آخر خبر وصورة على موقع “وزراة الدفاع السورية” على تيليغرام يعود إلى تاريح 13 حزيران/يونيو، حيث كان وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة يستقبل رئيس الأركان التركي متين غوراك. والبيان الأخير لوزارة الخارجية في 12 الشهر، يدين “التوغّل الإسرائيلي في بيت جن بريف دمشق”.
ثمّ لاذت الحسابات الرسميّة بصمت مطبق. لا موقف ولا بيان تنديد، ولا حتّى لياقات دبلوماسيّة انسجامًا على الأقلّ مع مواقف الإجماع العربي والإسلامي التي أدانت الهجوم الإسرائيلي على إيران، بما في ذلك دول احتضنت حكم الجولانيين في دمشق (أبكر ممّا يجب) أو متحالفة معه كتركيا وقطر، بالإضافة إلى الدول التي عبّرت سريعًا عن معارضتها للهجوم الإسرائيلي خصوصًا السعودية والإمارات والعراق وغيرها.
لم تفوّت إيران اعتـ ـداءً إسرائيليًّا على سوريا خلال الشهور الستّة الماضية إلّا وندّدت به معربة عن تضامنها مع السوريين في وجه الكيان الإسرائيلي. ومن باب اللياقات الدبلوماسية على الأقلّ، كان بإمكان الجولانيين الحاكمين، أن يصدروا بيان إدانة، إلّا أنّهم لم يفعلوا، فيما المقاتلات الإسرائيليّة تتزوّد بالوقود في سماء سوريا في طريق ذهابها أو عودتها من الحـ ـرب على طهران.
هل تقتضي لعبة ترسيخ الحكم الجديد في دمشق، الانصياع الصامت أيضًا؟ صمت الجولانيين الحاكمين في دمشق الآن، مذهل، أو مخز.