من الممكن أن يكون للصاروخ اليمني الفرط صوتي الذي أصاب “مطار اللد” (بن غوريون”، تأثيرات أكبر ممّا يمكن مشاهدته.
أهمّيّة الصاروخ اليمني لا تقتصر فقط على نجاحه في تخطّي 4 طبقات من الدفاع الجوّي للكيان الاسرائيلي، وإصابته القلب الحيوي للكيان وإثارة الذعر لملايين “الإسرائيليّين” الذين يتباهى رئيس وزرائهم بأنّه حقّق “انتصارًا تاريخيًّا” على عدّة جبهات، وإنّما في أنّ الصاروخ، قد يتيح فتح ثغرة سياسيّة.
كيف؟
التأثير اليمني لم يعد محلّ شكّ. منذ الدخول في حـ ـرب الإسناد بعد 10 أيّام على “طوفان الأقصى”، تدرّج اليمنيّون في رفع سقف التحدّي، من تهديد السفن إسرائيليّة الهويّة، إلى تهديد السفن التي تتعامل مع الكيان، ما أصاب “ميناء إيلات” بالشلل، ومن المحيط البحري المباشر لليمن، ليتوسّع إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي، ما أجبر السفن على الدوران حول طريق رأس الرجاء الصالح (حول افريقيا).
والآن بإصابة “بن غوريون” بهذا الوضوح والقوّة، انتقلنا إلى “الحصار الجوّيّ”، حيث أعلنت “القوّات المسلّحة اليمنيّة” أنَّها ستعمل على “فرض حصار جوّيّ شامل على العـ ـدوّ الإسرائيليّ من خلال تكرار استهداف المطارات وعلى رأسها مطار اللد المسمّى إسرائيليًّا مطار بن غوريون، وتهيب بكافّة شركات الطيران العالميّة أخذ ما ورد في هذا البيان بعين الاعتبار منذ ساعة إعلانه ونشره وإلغاء كافّة رحلاتها إلى مطارات العـ ـدوّ المجرم حفاظًا على سلامة طائراتها وعملائها”.
وليس من الممكن إقناع شركات الطيران بالهبوط في مطار يتعرّض لقصف بصواريخ باليستيّة. هذه حقيقة تجاريّة ونفسيّة لا جدال فيها. ولهذا، جرى إلغاء أو تعليق نحو 80 رحلة جوّيّة بشكل فوري.
الصاروخ اليمني يقول إنّ كلّ الغارات الأميركيّة المكثّفة لتدمير القدرات الصاروخية لليمنيّين، أو ثنيهم عن “حـ ـرب إسنادهم” لم تحقّق المرجوّ منها حتّى الآن. الصاروخ اليمني يقول إنّ اليمن لن يقبل باستمرار حالة الاستباحة التي يحاول العـ ـدوّ فرضها من خلال استهداف البلدان العربيّة كلبنان وسوريا، وإنّه يردّ على توسيع العـ ـدوان الإسرائيلي على غزّة.
كأنّنا في المرّبع الأوّل من الحـ ـرب.
أمن كيان العـ ـدوّ، أصيب في الصميم، ولم يترمّم.
يبقى أن يلتقط “الوسطاء” ورقة الضغط اليمني، ليترجموها بفتح الثغرة السياسيّة، للتهدئة قبل جولة ترامب الإقليميّة، وحتّى لا تبدو القمّة العربيّة الوشيكة، لزوم ما لا يلزم.