روح يابانيّة في يوم التشييع

في كثير من الأحيان، يتمّ التعاطي مع الشعب الياباني بعين الإعجاب، بسبب تمسّكه العميق بالانضباط، وفهمه الكامل للقواعد والآداب العامّة. فالمحافظة على القانون والنظافة العامّة لا يُعتبران فقط واجبًا، بل هما مقياس لرقى الشعوب وتقدّمها. هناك شيء عميق في طريقة تعاملهم مع كلّ جانب من جوانب الحياة.
لكن، ماذا لو قلنا إنّ لبنان قد شهد مشهدًا مشابهًا في يوم فارق؟
في اليوم الذي توافدت فيه الحشود لتشييع السيّـ ـد حـ ـسـ ـن نـ ـصر الله، كانت البلاد على موعد مع درسٍ غير متوقّع في الانضباط الاجتماعي. فما إن انطلق الموكب حتّى بدأت أعداد كبيرة من الشباب والصبية في تنظيف الشوارع التي اجتاحها الحزن.
لم يكن هؤلاء مجرّد شباب عابرين، بل كانوا في الواقع امتثالًا لروح قائدهم، الذي لم يكن قد دُفن بعد. حركة التنظيف تلك لم تكن مجرّد تنظيف للشوارع، بل كانت تجسيدًا لرسالته في العناية بالناس، ومداراة مشاعرهم، والتزامهم التامّ بمبادئه. في تلك اللحظات، انفجرت روح الجماعة، لتثبت أنّ الأخلاق والنظافة، حتى في أحلك الظروف، هي جزء لا يتجزّأ من النضج الاجتماعي

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top