كيمياء مربكة بينهما

لا يبدو، على الأقلّ على المستوى الرسمي، أنّ نتنياهو مدعو إلى حفل تنصيب ترامب الاثنين المقبل.

هناك ما يعكّر صفو العلاقة. الكيمياء بينهما ليست على ما يرام.

أوساط نتنياهو تخفّف من وقع الخبر بالإشارة إلى أنّه كان يتعافى من عمليّة البروستات التي خضع لها. لكنّ ترامب كان بدأ بتوجيه دعوات قبل اعتلال صحّة رئيس الوزراء الإسرائيلي. ومع ذلك، قد يحضر نتنياهو المناسبة في اللحظة الأخيرة في حال تمّ تأمين مسار رحلته الجوّيّة بما يجنّبه احتمال خطوة اعتقاله، بموجب مذكّرة الملاحقة الدوليّة له، في إحدى المدن التي قد يضطر للتوقّف فيها.

يضاف هذا التطوّر الى واقعة جرت قبل أيّام، حيث أعاد ترامب نشر مقطع فيديو على حسابه على منصة “تروث سوشيال” يظهر فيه الخبير الاقتصادي جيفري ساكس الذي يصف نتنياهو بأنّه “ابن عاهرة مظلم” وأنّه “مهووس” بمحاولته توريط الولايات المتّحدة بحـ ـرب ضدّ إيران، والسعي للتلاعب بالسياسة الخارجيّة الأميركيّة وتنظيم “حـ ـروب لا نهاية لها” في الشرق الأوسط.

لم يكتب ترامب تعليقًا على إعادة نشر التغريدة ونشر الفيديو كما هو، لكن ذلك تزامن أيضًا مع تقارير أكّدت تدخّل الرئيس الجمهوري المقبل بشكل مباشر في مفاوضات غزّة لحسمها، وأنّه بخلاف ما قاله في السابق بأنّ حمـ ـاس تتحمّل المسؤوليّة، فإنّه ضغط “شخصيًّا” على نتنياهو بشكل مباشر، ولهذا شهدت الدوحة هذا النشاط الدبلوماسي الاستثنائي، وبوجود مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي أوصل رسالة إلى القطريّين والإسرائيليّين، مفادها أنّ رئيسه يريد رؤية اتفاق خلال أيّام وقبل تنصيب ترامب، ولهذا اضطر نتنياهو إلى إرسال رئيسَي الموساد والشاباك وممثّل عن الجيش إلى الدوحة، وتمّت المسارعة بسدّ الفجوات، حتّى أنّ محلّلين ومسؤولين استهجنوا بالإشارة إلى أنّ نفس بنود الصفقة كانت مطروحة في أيار/مايو 2023، ولم يرضَ بها نتنياهو.

ما إن أعلن اتفاق غزّة، حتّى بادر نتنياهو إلى الاتصال بترامب و”شكره”، واتفق على لقائه قريبًا في واشنطن.

فهل سيحضر حفل تنصيب ترامب كـ”مكافأة”؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top