في 26 حزيران 1972 خرج الفلّاح الجنوبي طربيه محمّد العنز، إلى أرضه في بلدة الماري – حاصبيا، من أجل ريّ مزروعاته، ليفاجَأ بدوريّة لجيش العـ ـدوّ الإسرائيلي تقترب وتطلب منه الاستسلام.
فما كان منه إلّا أن استلّ بندقيّة الصيد التي كان يحملها خوفًا من الخنازير البرّية، وأطلق النار مرديًا 3 منهم قتلى، لكنّ ذخيرته خانته، بعد أن نفذت. فرمته القوّة المعـ ـادية بقنـ ـبلة مزّقت جسده، ليروي مزروعاته بدمائه بدل الماء. بعد ذلك اقترب منه الجنديان المتبقّيان من الدوريّة وأطلقوا على جثّته 30 رصاصة.
كان طربيه متزوّجًا وله ولدان، نضال، الذي كان عمره سنة ونصف، وطفل آخر يبلغ من العمر ستّة أشهر، وكانت زوجته حاملًا في ذلك الوقت.
يُعتبر طربيه العنز من أوائل الشهـ ـداء في المقـ ـاومة اللبنانيّة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، ورمزًا للشجاعة ورفض الاستسلام مهما بلغت الأثمان، فهل برأيكم يبقى أبناء القرى الجنوبيّة صامتين أمام الاعتـ ـداءات الإسرائيليّة؟