سوريا على شفير حـ ـرب أهليّة

في وقت يبدو فيه أنّ الأوضاع في سوريا تتّجه نحو منعطف خطير، تلوح في الأفق مؤشّرات لانهيار جديد قد يغيّر ملامح البلاد إلى الأبد. رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة، تشير التقديرات إلى أنّ العلويّين يشكّلون نحو 12% من سكّان سوريا، البالغ عددهم 23 مليون نسمة. هذه الطائفة التي عزّزت سلطتها في عهد حافظ الأسد عبر السيطرة على مفاصل الدولة والأجهزة الأمنيّة، أصبحت اليوم في مواجهة واقع جديد مع إعلان “هيـ ـئة تحـ ـرير الشام” السيطرة على دمشق وسقوط نظام بشّار الأسد.

الأزمة السوريّة، التي تجاوزت إطار السياسة لتتحوّل إلى مأساة إنسانيّة، تُظهر جوانب خطيرة من استـ ـهداف الأقليّات، وهو ما تجدّد مؤخّرًا مع الهجوم على مقام ديني في حلب. هذا الحدث أشعل موجة غضب عارمة ترافقت مع مظاهرات كبيرة في مدن الساحل، ما يعكس تصدّعات عميقة في المجتمع السوري.

المحلّلون يحذّرون من أنّ هذه التطوّرات قد تكون الشرارة الأولى لفصل جديد من الفوضى، حيث تسعى أطراف إقليميّة ودوليّة لاستغلال الانقسامات الطائفيّة لتحقيق مكاسبها الخاصة. ومع هذا الانقسام العميق، يبدو أنّ سوريا تقترب من مواجهة دامية قد تكون الأخطر منذ اندلاع الحـ ـرب قبل أكثر من عقد.

الخطر الأكبر يكمن في أنّ الصراع الحالي يحمل طابعًا طائفيًّا واضحًا، ما يهدّد النسيج الاجتماعي ومستقبل التعايش في البلاد. فهل تستطيع سوريا تجاوز هذه الأزمة؟ أم أنّ البلاد دخلت فعلًا في دوّامة لا نهاية لها من الفوضى؟ الإجابة ستأتي مع الأيام، في بلد يبدو أنّه لم يبلغ بعد قاع مأساته المتراكمة.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top