هل يعود الإخوان إلى مصر؟

يستحضر نشر فيديوهات قديمة للثورة المصريّة في هذا التوقيت رسائل سياسيّة عميقة تتجاوز مجرّد التذكير بالأحداث الماضية. ففي وقت تتفاقم فيه الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة في مصر، وتطرح هذه الفيديوهات تساؤلات حول واقع البلاد الحالي، ممّا يعكس رغبة ضمنيّة في إعادة تفعيل روح الثورة الشعبيّة التي انطلقت في كانون الثاني/يناير 2011. فالتزامن بين نشر هذه الفيديوهات وتدهور الوضع الراهن يسلّط الضوء على الفجوة بين الطموحات الثوريَّة والأوضاع الحياتيّة للمواطن المصري اليوم، ما يعكس الإحباط المتزايد في أوساط الشعب.
الجهات المعارضة تستفيد من هذه الفيديوهات باعتبارها فرصة لتحفيز الحراك الشعبي، في ظلّ تزايد القمع وتراجع الحرّيات العامّة. بالمقابل، تمثّل هذه الرسائل تهديدًا مباشرًا للسلطات المصريّة التي قد تسارع إلى فرض رقابة أكبر على الإنترنت أو تعزيز الوجود الأمني في الشوارع للحدّ من أيّ تحرّكات احتجاجيّة قد تثيرها هذه الصور الذهنيّة.
لكن في المقابل، مع تصاعد التهديدات الإقليميّة والتمدّد التركي في المنطقة عبر تنظيمات إسلاميّة مثل جماعة “الإخوان المسلمين”، تظهر هذه التحرّكات على أنّها جزء من أجندات سياسيّة إخوانيّة تتماشى مع الضغوط التركيّة. وبذلك، لم تعد هذه الدعوات الثوريّة مجرّد تحرّكات داخليّة، بل هي جزء من صراع إقليمي أوسع، حيث يسعى كلّ من القوى التركيّة والأمريكيَّة والإسرائيليّة إلى التأثير على مجريات الأحداث في المنطقة بما يتماشى مع مصالحهم. فالتمدّد التركي الذي يستهدف التأثير في “الشارع العربي السنّي”، وخصوصًا في مصر والأردن والسعوديّة، يُعتبر بمثابة اختبار لردود الفعل الشعبيّة إزاء التهديدات الأمنيّة الإقليميَة، ويمثّل تحدّيًا لأمن هذه الدول.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top