أعلنت السلطات السوريّة الجديدة عن السماح بإعادة بثّ إذاعة “شام إف إم”، في خطوة جاءت استجابة للحملة الشعبيّة الواسعة التي أطلقها جمهورها تحت وسم #الحرية_لشام_إف_إم. عودة الإذاعة إلى العمل تُعدّ انتصارًا رمزيًّا للإعلام السوري، خاصّة أنها كانت منبرًا بارزًا لنقل الأحداث بشفافيّة والتعبير عن هموم الشعب السوري.
“شام إف إم”، الإذاعة الأكثر متابعة من مختلف أطياف المجتمع السوري، كانت قد أغلقت أبوابها بقرار إداري في التاسع من الشهر الحالي، مبرّرة ذلك بانتظار استقرار الأوضاع. إلّا أنّ “هيـ ـئة تحـ ـرير الشام” رأت في هذا القرار اعتراضًا على السلطة الجديدة، ما دفع وزارة الإعلام إلى إصدار قرار بمنع الإذاعة من العودة إلى البثّ.
إغلاق الإذاعة أثار موجة من الغضب الشعبي، حيث أطلق متابعوها حملة تضامن واسعة للمطالبة باستئناف نشاطها. “شام إف إم” لم تكن مجرّد إذاعة إخباريّة، بل كانت رمزًا للإعلام الحرّ الذي قاوم ضغوط النظام السابق واستمرّ في تقديم تغطية صادقة للأحداث داخل سوريا وخارجها.
رغم الترحيب الواسع بعودة الإذاعة، يبقى التساؤل مطروحًا حول دلالات هذه الخطوة. هل يعكس السماح بإعادة البثّ انفتاحًا على تعزيز الحّريات الإعلاميّة في سوريا؟ أم أنّه مجرّد إجراء مرحلي ضمن استراتيجيّة تمكين جديدة قد تنقضّ لاحقًا على من يخالفها؟
في كلّ الأحوال، إعادة فتح “شام إف إم” تمثّل فرصة مهمّة لدعم الإعلام السوري وتعزيز دوره كصوت يعبّر عن تطلّعات الشعب، بعيدًا عن أي ضغوط أو وصاية.