كلام في “السلام” لأوّل مرة

إنّها المرة الأولى التي يُعقد فيها اجتماع على هذا المستوى للحديث عن السلام بدلًا من الحرب في أوكرانيا. الأميركيّون بطبيعة الحال كانوا الطرف المفسد لأجواء مؤتمر سويسرا بمشاركة نحو 100 وفد يمثّلون 80 دولة ومنظّمة، تجنّبوا في بيانهم الختامي الحديث عن “غزوٍ” روسيّ، بل إنّ بعض المشاركين “”استفقدوا” روسيا المغيّبة عن اللقاء.

ولم يحظ البيان الختامي بتأييد جميع المشاركين، من بينهم السعودية والهند والإمارات. الصين رفضت الحضور، والبرازيل وجنوب إفريقيا أوفدتا مبعوثين فقط، والهند اكتفت بتمثيل وزاري. وبينما أثارت كينيا فكرة ضرورة “اجتماع الأصدقاء والأعداء” من أجل صنع السلام، أمّا وزير الخارجيّة السعوديّ الأمير فيصل بن فرحان فقد قال أنّ “أي عمليّة ذات صدقيّة تتّطلب مشاركة روسيا”. حتّى الرئيسة السويسريّة فيولا أمهيرد التي استضافت القمّة، فقد أكّدت على الأمل بضرورة وجود روسيا في مؤتمرات سلام مستقبليّة.

أوكرانيا منهكة بعد أكثر من عامين على الحرب مع روسيا. الدول الغربيّة الداعمة لكييف تعاني من التحدّيات العسكريّة التي تفرضها جبهة الاستنزاف مع موسكو. نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي مثّلت جو بايدن، كان لديها الجرأة والضلال لتقول “إذا لم يُظهر العالم ردّ فعل حين يغزو مُعتدٍ جاره، فإنّ معتدين آخرين سيزدادون جرأة بلا شك”. لم تطبّق هاريس جرأتها هذه في ما يتعلّق بغزة. لكنّها قالت أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “قدّم اقتراحًا، لكن ينبغي قول الحقيقة: “إنّه لا يدعو إلى مفاوضات، إنه يدعو إلى استسلام أوكرانيا”.

البيان الختامي في سويسرا دعا إلى “إشراك جميع أطراف” النزاع بهدف وقف العمليّات الحربيّة، والتأكيد على “مبادىء السيادة والاستقلال ووحدة أراضي جميع الدول، بما فيها أوكرانيا”، وعدم السماح باستخدام الأمن الغذائيّ كسلاح، وضرورة الوصول الى الموانئ في البحر الأسود وبحر ازوف، وأن تكون لأوكرانيا “سيطرة سياجيّة كاملة” على محطة زابوريجيا النوويّة الواقعة في جنوب أوكرانيا.

بوتين كان ألقى خطته للسلام قبَيل انعقاد مؤتمر سويسرا، وأبرز بنودها:

‏توقف موسكو إطلاق النار فورًا وتعلن استعدادها للمفاوضات وفقاً لما يلي:
‏- تسحب‫ كييف قوّاتها من أراضي المناطق الجديدة في روسيا أي لوغانسك، ودونيتسك، وخيرسون وزابوروجيا‬‬
– تعلن كييف تخلّيها عن نيّتها الانضمام إلى حلف “الناتو”
‏- تصبح أوكرانيا دولة محايدة وغير منحازة وخالية من الأسلحة النوويّة، ونزع سلاحها وإزالة النازيّة منها
‏- تثبيت الاتفاقات الأساسيّة بشأن الحلّ السلمي للأزمة الأوكرانية، ومن الطبيعي أن يُقترح رفع العقوبات عن روسيا

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top