أكرم حلبي لرئاسة الجمهورية؟

قد لا يكون أكرم حلبي مارونيًّا، لا ندري، ومن المؤكّد أنّه ليس مرشّحًا حقيقيًّا لرئاسة الجمهورية، ولكنّه دون أي نقاش يشكّل رأس هرم المؤسّسة اللبنانية الأنجح على الإطلاق، لعبة كرة السلّة.
منذ تولّيه رئاسة اتّحاد اللعبة، ظهر الرجل على أنّه مختلف عن باقي رؤساء الاتحادات الرياضية أوّلًا، وكذلك عن وزراء الرياضة منذ إنشاء وزارة الشباب والرياضة، وحتّى عن السياسيين الذين ادّعوا رعاية الرياضات في لبنان.
يخطّط، وتطال خططه مختلف الفئات العمرية وليس فقط فئة الرجال التي تُنقل تلفزيونيًّا ويستطيع التلفزيون أن يظهر إنجازه للعالم. أنجز الكثير، على صعيد الرجال والسيّدات، وعلى صعيد الشباب والناشئين والأطفال.
باتت اللعبة، في كلّ بيت. لم يخترعها هو بالطبع، ولم يوصلها إلى العالمية لأوّل مرّة، بل أعاد إيصالها إلى القمّة بعد أن فقدت مختلَف مقوّماتها وفشل المنتخب الأوّل في الوصول إلى كأس العالم وضربت الأزمة الاقتصادية لبنان، حتّى بات اللبنانيون عاجزين أمام الدواء فكيف بهم أمام تذوّق الرياضة وممارستها. هذا هو إنجاز أكرم حلبي، الذي يدفع دون أن يجاهر، وهذا أيضًا إنجاز في لبنان.
يوم الثلاثاء ينطلق نهائي بطولة لبنان. في دمشق وعمّان وبغداد والرياض وأبو ظبي والدوحة وطهران وعدد كبير من مدن العالم سيشاهد مواطنو تلك العواصم النهائي الكبير بين الرياضي والحكمة، وستكون بيروت هي العروس طوال الأسبوع المقبل وذلك الذي سيليه. ليس أكرم حلبي وحده صاحب الإنجاز، فهناك في إدارات الأندية من ضحّى ودفع الأموال وأدار بشكل صحيح، ولكن في مقارنة بسيطة مع باقي الألعاب، لو لم يكن أكرم لهلكت كرة السلّة. هذا طبعًا لا ينتقص من دور أعضاء الاتحاد جميعهم.
نبحث عن شبيه لأكرم اليوم ليكون رئيسًا للجمهورية، وربّما هناك كثر، ولكن ليس فيهم من يجرؤ على دخول “عش الدبابير”. في لبنان نفتقد بوضوح لمن يعلم كيف يدير الأزمات. أكرم واجه المنع الدولي، وواجه كورونا، وواجه الأزمة الاقتصادية، وواجه الديون المتراكمة، وتجاوزها. ولهذا، يُقدّر أكرم حلبي على قيامه بواجبه الوطني على أكمل وجه. رئيس جمهورية الإنجازات التي اسمها التقني: كرة السلة اللبنانية.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top