الثوريوم يضيء بلدًا لـ 60 ألف عام!

تكثّف الصين خطواتها نحو هيمنة مستدامة في قطاع الطاقة النوويّة، بعدما أعلنت عن اكتشاف احتياطيات هائلة من الثوريوم في مجمع “بايان أوبو” للتعدين بمنغوليا الداخليّة، ما يضعها في موقع متقدّم لتطوير مفاعلات نوويّة أكثر أمانًا وكفاءة.
يتميّز الثوريوم بتفوّقه على اليورانيوم في عدّة جوانب، أبرزها وفرة موارده التي تفوق اليورانيوم بثلاثة أضعاف، وإمكانيّة توليده لمواد انشطارّية تفوق ما يستهلكه، ممّا يجعله خيارًا استراتيجيًّا في إنتاج الطاقة النوويّة.
ويشكّل الثوريوم على الصعيدين البيئي والأمني بديلاً أقلّ خطورة: يُنتج نفايات نوويّة أقلّ عمرًا وإشعاعًا مقارنة باليورانيوم، كما أنّ مفاعلاته لا تفرز مواد قابلة للاستخدام في الأسلحة النوويّة، ممّا يقلّل من مخاطر الانتشار النووي. ويتميّز بتكلفة أقلّ وأثر بيئي محدود، ما يجعله خيارًا مستدامًا في ظلّ تزايد التوجّه العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة.
يمثّل هذا الاكتشاف تحوّلًا استراتيجيًّا قد يعيد رسم خارطة الطاقة العالميّة، حيث تشير التقديرات إلى أنّ احتياطيّات الصين من الثوريوم قد تكفي لتشغيل البلاد لمدّة تصل إلى 60,000 عام.
ومع تسارع الجهود لتطوير مفاعلات الملح المنصهر القائمة على الثوريوم، يتوقّع أن تتعزّز قدرة الصين على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما قد يعيد ترتيب موازين القوى في قطاع الطاقة النوويّة، وسط غياب أيّ ردود فعل واضحة من القوى الغربيّة، وعلى رأسها واشنطن.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top