تشييع مليوني للسيّد

تأخُّر تشييع جثمان السيّد حـ ـسـ ـن نـ ـصـ ـر الله، الأمين العام لحـ ـز ب الله، والذي يمثّل رمزًا بارزًا للمقـ ـاومة، أثار موجة من التساؤلات في الأوساط الإعلاميّة والسياسيّة والشعبيّة، حيث تحيط هذه اللحظة العديد من العوامل السياسيّة والأمنيّة المعقّدة التي أثّرت في اتخاذ القرار حول موعد وطرق التشييع.
في مقدّمة هذه العوامل، تتصدّر التحدّيات الأمنيّة التي فرضتها الحـ ـرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، ممّا جعل من إقامة جنازة علنيّة أو تحديد مكان دفن “السيّد” أمرًا محفوفًا بالمخاطر. الحزب يواجه تهديدات إسرائيليّة قد تستغلّ هذه اللحظة لضرب قياداته، ممّا يفرض ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحذر في تنظيم المراسم.
إلى جانب ذلك، يسعى “الحزب”، إلى تجنّب أي أحداث قد تساهم في تأجيج الوضع الأمني المتوتّر. ويُحتمل أن يكون تأخير التشييع جزءًا من استراتيجيّة الحزب لزيادة الحشد الشعبي وتعزيز التأثير السياسي في هذه اللحظات الحسّاسة. كما يُنظر إلى هذا الحدث من منظور إعلامي أيضًا، إذ يسعى الحزب إلى تنظيم مراسم تعكس قوّته ووحدته، مع الحرص على تجنّب المخاطر التي قد يتعرّض لها المشاركون.
إنّ إقامة جنازة لزعيم بحجم “السيّد” تتطلّب تنسيقًا دقيقًا على مستويات متعدّدة، لضمان مشاركة شعبيّة حاشدة دون الإضرار بسلامة الحضور. ومن المنتظر أن يكون التشييع مليوني مهيب يحاكي مراسم تشييع شهدها تاريخ الأمّة في السابق، وأبرزها وداع جمال عبد الناصر.
حتّى الآن، لم يعلن “الحزب” رسميًّا عن مكان دفن “السيّد”، ممّا يزيد من حالة الترقّب في الأوساط المحلّيّة والإقليميّة. هذا التأخير في التشييع ليس مجرّد تأجيل في مناسبة جنائزيّة، بل هو انعكاس للتحدّيات الجسيمة التي يواجهها الحزب في تنظيم حدث تاريخي يتطلّب الجمع بين التكريم الكامل للشـ ـهيد والحفاظ على الأمن والاستقرار.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top