جاسبر جيفرز، خرّيج معهد فرجينيا للتكنولوجيا عام 1996 وصاحب مسيرة عسكريّة لافتة، شغل أدوارًا قياديّة في أهمّ العمليّات الاستراتيجيّة بأفغانستان والعراق، بما في ذلك عمليّتا “الدعم الحازم” لتعزيز القوّات الحكوميّة الأفغانيّة و”القرار الثابت” لدعم حلفاء واشنطن ضدّ داعـ ـش. ومع تولّيه منصب نائب مدير العمليّات الخاصّة ومكافحة الإرهاب في هيئة الأركان المشتركة، أصبح اسمه مطروحًا بقوّة للإشراف على آليّة وقف إطلاق النار في لبنان.
اختيار جيفرز يعكس استراتيجيّة أميركيّة تتجاوز مجرّد التهدئة. فتواجده ضمن لجنة الإشراف الخماسيّة قد يكون جزءًا من خطّة أوسع لتعزيز النفوذ الأميركي، ليس لضمان الأمن وحسب، بل لجمع المعلومات الاستخباراتيّة وتوسيع التنسيق العمليّاتي مع حلفائها. ورقة الضمانات الأميركيّة لـ”إسرائيل”، التي ركّزت على أهميّة رصد تحرّكات الحزب، تؤكّد هذه المساعي.
هل تسعى الولايات المتّحدة فعلًا إلى دور الوسيط لضمان الاستقرار، أم أنّها تستخدم هذا الغطاء لتعميق نفوذها الاستخباراتي وتأمين مصالحها الاستراتيجيّة؟