ما من وقت أسوأ بالنسبة لرئيس وزراء العـ ـدوّ نتنياهو من الآن لتخرج مكوّنات إضافيّة من المجتمع الإسرائيلي، متمرّدة عليه، وخصوصًا من الصفوف العسكريّة.
تمرُّد مئات الجنود وضبّاط سلاح الجوّ وعشرات الأطبّاء العسكريّين وعشرات الضبّاط في سلاح البحريّة وقوّات المدرّعات، ربّما ليس استثناء، لكنّه لم يكن أبدًا بمثل هذا الاتساع في تاريخ الكيان، المقام على أساس عسكري، والذي كان دائمًا بحالة شبه إجماع على انصياع المؤسّسات العسكريّة والأمنيّة لإرادة السلطة السياسيّة خصوصًا عندما تكون هناك حـ ـرب.
نتنياهو يعود إلى رفح غازيًا، برغم أنّه زعم أنّه أخضعها في أيلول/سبتمبر الماضي. نتنياهو عاد للتوّ من زيارة محرجة إلى البيت الابيض. نتنياهو تباهى لتوّه بأنّه ماضٍ بالحـ ـرب على غزّة ولبنان وسوريا ويلوّح بالوصول إلى إيران. نتنياهو محرج من تصاعد الدعوات الداخليّة والخارجيّة للمطالبة بوقف لإطلاق النار والانتقال إلى “المرحلة الثانية” من الاتفاق.
والآن، يتمرّد ضبّاط وجنود عليه!
هناك رسالة احتجاج وقّع عليها نحو 950 من جنود وضبّاط سلاح الجوّ في الاحتياط، نحو 10% منهم ما زالوا في الخدمة الفعليّة، يطالبون بإعادة الأسرى إلى بيوتهم دون أيّ تأخير، حتى وإن كان الثمن وقف القتال فورًا، ويعتبرون أنّ الحـ ـرب في هذه المرحلة، تخدم بالأساس مصالح سياسيّة وشخصيّة، وليس مصالح أمنيّة، وأنّ استمرار الحـ ـرب لا يخدم أيًّا من أهدافها المعلنة، وسيتسبّب في مقـ ـتل أسرى، وجنود من الجيش، ومدنيّين أبرياء، كما سيؤدّي إلى إنهاك جنود الاحتياط. وتدعو الرسالة “جميع مواطني إسرائيل” إلى الانخراط في العمل، والمطالبة في كلّ مكان وبكلّ وسيلة: أوقفوا القتال وأعيدوا جميع الأسرى الآن، كل يوم يمرّ يهدّد حياتهم. وكلّ لحظة إضافيّة من التردّد تُعدّ عارًا.
التمرّد يتوسّع.
عشرات الأطبّاء العسكريّين من قوّات الاحتياط يوقّعون أيضًا على رسالة تطالب بوقف الحـ ـرب، ويقولون إنّه بعد 550 يومًا من القتال نشعر بأنّ استمرار الحـ ـرب بغزّة يخدم مصالح سياسيّة وشخصيّة.
والتمرّد يتوسّع أيضًا.
فقد وقّع مئات الضبّاط والجنود بسلاحَي البحرّيّة والمدرّعات رسالة وجّهوها إلى الحكومة يعبّرون فيها عن شعورهم بابتعادها عن الالتزام بإعادة الرهائن، ويطالبون بوقف الحـ ـرب التي تخدم مصالح سياسيّة وشخصيّة، وتبعد تحرير الرهائن وتعرّض الجنود للخطر، ويجب إعادة النظر في سياسة الحكومة.