هذه ليست صورة عاديّة

الرجل في الوسط، هو دولت بهجلي، الزعيم التاريخي للحركة القوميّة التركيّة، والحليف السياسي الرئيسي منذ سنوات للرئيس التركي رجب طيب اردوغان. الرجلان اللذان يستضيفهما تكريمًا في ما يعكس مكانتهما بالنسبة لأنقرة، هما من أبرز المتّهمين بالتورّط في مجازر الساحل السوري مؤخّرًا.

إلى اليسار، هو المعروف باسم “أبو عمشة” وقائد ما يسمّى “فرقة العمشات” الإرهـ ـابيّة التي أطلقت العنان لمسلّحيها لاستباحة مدن وقرى وبيوت المدنيّين في الساحل السوري، وتنفيذ عمليّات إعـدام جماعي للمئات (وربّما الآلاف) من أبناء المكوّن العلوي خصوصًا، بينما يحمل تاريخه العسكري جرائم عديدة من الاغتيالات والقتل بحقّ السوريّين الأوائل الذي قادوا الحراك ضدّ نظام الأسد قبل نحو 14 سنة، للاستيلاء على “الثورة” نفسها.

أمّا الثاني، فهو سيف الدين بولاد، الذي يقود “فصيل الحمزات”، ويعرف باسم “سيف أبو بكر”، وساهم أيضًا في التخلّص من “الثوّار” السوريّين الأوائل لصالح النفوذ التركي في الشمال السوري، وخصوصًا قمع الأكراد أيضًا، من خلال مشاركته العسكريّة في الاعتداءات التركية التي حملت أسماء “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” و”درع الربيع” و”فجر الحرّيّة”.

بعد “المذبحة العلويّة”- إن صحّ التعبير- ولقائه مع دولت بهجلي في أنقرة، أعلنت وزارة الدفاع التابعة للحكومة السوريّة المؤقّتة تعيين بولاد قائدًا جديدًا للفرقة الـ76 المتمركزة في محافظة حلب. هذه ترقية واضحة، وبمثابة تكريم عسكري وسياسي وتبييض لصفحته السوداء.

وللعلم، فإنّ سيطرة بولاد وحليفه “أبو عمشة” خلال السنوات الماضية على مناطق في الشمال السوري، حافلة بالانتهاكات بحقّ المدنيّين والخصوم وجرائم القتل والابتزاز والسرقة. حتّى وزارة الخارجيّة الأميركيّة فرضت على “الحمزات” عقوبات بسبب جرائمهم خصوصًا في منطقة عفرين في العام 2023.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top