الأفكار التي يطرحها لبنانيّون في إطار مساهمتهم أو عملهم لصالح “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” الأميركي، المعروف بارتباطه باللوبي الإسرائيلي وجماعات الضغط الصهـ ـيونيّة، بالإضافة إلى انتهاج سياسة عمل مؤيّدة لليمين الإسرائيلي المتطرّف، تحتاج فعلًا إلى متابعة دائمة.
هناك شكل من التماهي والانبطاح في الأفكار والمقترحات والتوصيات التي يقدّمونها ضمن محاضرات او مقالات بما يتلاءم مع سياسة المعهد الأميركي الذي يضمّ في صفوف باحثيه وكتّابه وخبرائه العديد من الصهاينة والإسرائيليّين والضبّاط العسكريّين والأمنيين الإسرائيليّين السابقين.
خذ مثلًا المحاضر في التاريخ في الجامعة الأميركيّة في بيروت مكرم رباح. في محاضرة شارك فيها مؤخّرًا، طرح العديد من الأفكار، وذهب إلى حدّ مثير للريبة والاستغراب، عندما دعا السلطات اللبنانيّة إلى النظر في فرض عقوبات على الشخصيّات التي تدعم خطاب “حـ ـز ب الله”، لضمان عدم عرقلة الحزب وأنصاره للجهود الوطنيّة الرامية إلى إرساء السلام والاستقرار.
هذا محاضر جامعي يدرّس طلّابًا في إحدى أرقى جامعات لبنان، يقترح “معاقبة” من يدعم خطاب المقـ ـاومة!!
يبدو أنّ مكرم رباح يقترح هذه العقوبات كبديل، طالما أنّ قضيّة نزع سلاح “الحزب” بحسب رأيه تظلّ محفوفةً بتحدّيات كبيرة، معتبرًا في الوقت نفسه أنّ هناك ضرورة لإخضاع الحزب للمساءلة ومحاسبته على أيّ انتهاكات قانونيّة.
وباعتقاده أيضًا أنّ افتراض أنّ الحزب سيتلاشى تلقائيًّا ببساطة يُعدّ خطأً فادحًا، ويضيف أنّه يتعيّن على الجيش اللبناني مواجهة احتكار الحزب للعنف في الجنوب والالتزام بتنفيذ القرار 1701.
ولا يغفل رباح أهميّة تنشيط النظام السياسي اللبناني، “حيث يمكن للأصوات الليبراليّة، خاصّة داخل الطائفة الشيعيّة، أن تتحدّى هيمنة الحزب”.
شخصيّة أخرى هي حنين غدّار التي كتبت مؤخّرًا لـ”معهد واشنطن” في موقف يلاقي مكرم رباح عندما قالت إنّ “بامكان المجتمع الدولي الآن أن يعمل على دعم ائتلاف موثوق وشامل من الشخصيّات والقوى المعارضة – والذي يجب أن يشمل المجتمع الشيعي بكلّ تنوعاته، لمواجهة “حـ ـز ب الله” وحلفائه والنفوذ الإيراني في لبنان”. تعتبر هذه السيدة اللبنانيّة أنّه “مع مقـ ـتل (السـ ـيّد حـ ـسـ ـن) نـ ـصر الله وتضرّر جماعته، سوف يشعر حـ ـز ب الله والمجتمع الشيعي اللبناني – فضلًا عن جميع اللبنانيّين – بالانكشاف وعدم الحماية”. ولهذا برأيها “هنا تكمن فرصة للمجتمع الدولي”.