ما مصير المسيحيّين في الشرق؟

نتيجة الصـ ـراعات المستمرّة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يواجه الوجود المسيحي تحدّيات متزايدة بفعل تصاعد الجماعات المتطرّفة وتداعيات الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة المعقّدة. فقد أدّت الأيديولوجيّات العنيفة التي تتبنّاها جماعات مثل “داعـ ـش” و”القـ ـاعدة” إلى استهداف مباشر للمجتمعات المسيحيّة، ما أسفر عن موجات تهجير وتدمير للبنية الدينيّة والتاريخيّة، كما شهدنا في العراق وسوريا.
لم يختلف تنظيم “داعـ ـش” عن الاحتـ ـلال الإسرائيلي في استهداف التاريخ والهويّة، إذ دمّر الكنائس والمعالم الأثريّة في العراق وسوريا، خاصٍة في سهل نينوى وحلب، ما أدّى إلى تهجير المسيحيّين وتهديد وجودهم. وفي لبنان، خلال الحـ ـرب، دمّر الاحتـ ـلال الإسرائيلي الكنائس والمعالم في الجنوب، ليكشف عن نهج مشترك رغم اختلاف السياقات.
التراجع الديموغرافي للمسيحيّين في الشرق الأوسط يُعدّ من أبرز المؤشّرات على خطورة الوضع، فقد انخفض عدد المسيحيّين في العراق من 1.5 مليون مطلع الألفيّة إلى أقلّ من 300,000 حاليًّا.
وفي سوريا، كانت الحرب سببًا رئيسًا في تهجير الكثير من المسيحيّين، ممّا جعلهم يواجهون تحدّيات مماثلة لتلك التي مرّ بها نظراؤهم في العراق ولبنان. بناءً عليه، يبقى تعزيز الحلول السياسيّة والاقتصاديّة هو الأساس لضمان مستقبل آمن للمسيحيّين في المنطقة. تتطلّب المرحلة دعمًا دوليًّا وإقليميًّا ووعيًا مجتمعيًّا وتكريسًا للتعديلات الدستوريّة المرتقبة لتعزيز دور المؤسّسات والدولة المدنيّة، بما يعزّز أمن الأقلّيات بعيدًا عن استخدامها كورقة في النزاعات، مع التركيز على إرساء سياسات تعزّز التعدّديّة والتنوّع كمكوّن أساسي لاستقرار المنطقة.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top