كلمة السر ما بين “زاباروجيا” و”فوردو”؟

هل تذكرون كيف هاجت الدنيا عندما سيطرت روسيا على محطّة زاباروجيا النووية في أوكرانيا قبل نحو 3 سنوات، بسبب المخاوف من وقوع تسرّب نووي منها؟

فيما يتعلّق بمنشآت إيران النووية، قبل قصفها، وبعده، لم يعرها أحد اهتمامًا بمخاوف مشابهة. ولم يسمع احد كلمة تنديد غربية واحدة.

فيما كانت المقاتلات الإسرائيليّة تشنّ غارات على إيران، مستهدفة أيضًا منشآت ومواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وقبيل أقلّ من 24 من دخول القاذفات الأميركيّة العملاقة لإلقاء أطنان من القنابل الخارقة للتحصينات على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان، كانت شبكة “سي ان ان”، كغيرها من مؤسّسات الإعلام الأميركي الدعائي المؤيّد للحـ ـروب، تنشر نقلًا عن “خبراء”، أنّ ضرب منشأة فوردو الإيرانيّة، أو تدميرها، “لن يسبّب عواقب كارثية تترتّب عادة على قصف مفاعل نووي”.

هكذا بكل بساطة. من هم الخبراء؟ ما هي “العادة”؟ ليس واضحًا، وكأنّما كانت هناك سوابق بقصف منشآت نووية عاملة كفوردو، علمًا بأنّ الاميركين أنفسهم كانوا يقولون أنّهم ليسوا على دراية كاملة بطبيعة المنشأة وما يجري فعليًّا تحت الأرض فيها من نشاطات..

وبالتالي كانت هناك مجازفة حقيقية. هذا التجهيل المتعمّد لم يكن عبثيًّا. رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذريّة غروسي، المشتبه به الآن إيرانيًّا كجاسوس نووي، شارك في حملة التضليل هذه، وألمح إلى أنّ التسرّب النووي لن يحدث بالضرورة، وذلك إلى جانب توفيره الذريعة لإسرائيل للبدء بعـ ـدوانها على إيران، عندما قال قبل ساعات من بداية الحرب، إنّ تزايد مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب والأسئلة المعلّقة حول برنامجها لا تزال قضايا خطيرة، وإنّ الوكالة لن تكون في وضع يسمح لها بالتأكيد أنّ البرنامج النووي الإيراني سلمي!

سلوكان متناقضان ما بين زاباروجيا وفوردو. الغرب، يكشف دائمًا عن نفاقه. المهمّ الآن أنّ إيران تعلّمت من الدرس القاسي. منظّمة الطاقة الذرّيّة الإيرانيّة تبلّغت بتطبيق قرار البرلمان بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية “حتّى يتمّ استيفاء شرطين، الأوّل هو ضمان أمن المراكز الإيرانية النووية والعلماء، والشرط الثاني هو التمتّع الكامل بجميع حقوق معاهدة عدم الانتشار النووي”.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top