“توحّش” حكومة ألمانيا وشعبها في واد آخر

المشاهد المتواصلة للعنف الذي تمارسه الشرطة الألمانية ضدّ المتظاهرين السلميّين في مدن ألمانيا، ضدّ الحـ ـرب عمومًا، وضدّ العـ ـدوان الإجـ ـرامي الإسرائيلي على غزّة ولبنان، تثير الحيرة والاشمئزاز، بالنظر إلى القساوة المبالغ فيها في تصرّفات قوّات الشرطة ضدّ ناشطين مدنيّين.

هناك مشهدان متناقضان بوضوح. موقف الحكومة وشرطتها، وموقف الناس عمومًا.

أمن إسرائيل “مصلحة وطنية عليا” لألمانيا. هذه كانت الرسالة المستعجلة الأولى التي حملها المستشار الألماني وقتها اولاف شولتز إلى “إسرائيل” بعد أيّام قليلة على “طوفان الأقصى”.

19 شهرًا على الحـ ـرب، ولا تزال الحكومة الألمانيّة برئاسة المستشار الجديد فريدريتش ميرتس، منحازة بشكل فاقع للكيان برغم كلّ الجـ ـرائم التي ارتكبها. وبالأمس، قال وزير خارجيّتها يوهان فادفول، إنّ بلاده ستواصل دعم “إسرائيل”، بما في ذلك توريد الأسلحة، مبرّرًا الموقف باستمرار تعرضها لهجمات من “أنصار الله” و”حـ ـز ب الله” وحمـ ـاس، وأنّ أمن إسرائيل ووجودها هو قضيّة وطنيّة بالنسبة لألمانيا، وأنّ ذلك نابع من مسؤوليّتها التاريخيّة داعيًا إلى عدم نسيان ما فعله الألمان باليهود في القرن الماضي.

في الوقت نفسه، أظهر استطلاع لشبكة البثّ العامّة الألمانيّة “ايه آر دي” أنّ 73% من الألمان يعارضون العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة في غزّة، وأنّ 63% يعتبرون أنّ ردّ “إسرائيل” على “عمليّة 7 أكتوبر” كان مفرطًا.

وفي الوقت نفسه، 55% لا يرون أنّ على ألمانيا مسؤوليّة خاصّة تجاه أمن “إسرائيل” بسبب ماضيها، ويرفض 74% أن تقف ألمانيا إلى جانب “إسرائيل” دون شروط، مقابل 13% فقط يؤيّدون ذلك.

وهناك أيضًا 73% يؤيّدون فرض قيود مشدّدة على صادرات الأسلحة إلى “إسرائيل”، و30% يطالبون بفرض حظر كامل على تصدير الأسلحة اليها.

متى تستمع الحكومة المنحازة، إلى شعبها؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top