صناديق تحت النيران

في جنوبٍ لا ينام من ضجيج المعارك، كانت الدولة تُعدّ صناديق الاقتراع، بينما كانت الصـ ـواريخ تُعدّ مسارها. قبل أن تُستهدف بلدة تول بساعات، سبقتها اتصالات دبلوماسيّة خافتة، حاول فيها لبنان أن ينتزع من الأميركيّين وعدًا بكفّ اليد الإسرائيليّة، أو على الأقلّ تأجيل الضربات، لإتمام استحقاق محلّي بسيط في ظاهره، عميق في دلالاته. لكنّ الرد جاء بصمتٍ مدوٍّ: لا ضمانات، ولا حتّى كلمات مُطمئنة.
وفيما كان البعض يُسرّب “تطمينات” إعلاميّة كأنّها أوراق تأشيرة نحو هدوءٍ انتخابي، كانت طائرات إسرائيل تنسج المشهد الحقيقي: اغـ ـتيالات متسلسلة، ثمّ استهداف مباشر لبلدة تول، التي تضمّ مفاتيح انتخابيّة حدوديّة، تُقلق من يُريد الجنوب بلا صوت.
التصعيد لم يكن خطأ في التوقيت، بل توقيتًا مقصودًا لتقويض فكرة الانتخابات من أساسها.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top