الانتخابات كشفت المستور

في القراءة الأولى لنتائج الانتخابات البلديّة والاختياريّة في لبنان، يتّضح أنّ المشهد السياسي لم يشهد انقلابًا، بل إعادة تموضع بهدوء جارح. تراجع “التغييريّين” و”المجتمع المدني” في بيروت وطرابلس وبعلبك أعاد الأحجام إلى ما يقارب الواقع، بينما حافظ “الثنائي الشيعي” على نفوذه بثبات لافت. “القوّات اللبنانيّة” حقّقت تقدّمًا محسوبًا، لكنّه بعيد عن صورة القوّة القاهرة، كما أنّ “التيّار الوطني الحر” لم يسقط كما توقّع كثيرون. المال السياسي لعب دوره المعتاد، والعائلات أثبتت أنها ما زالت رقمًا صعبًا في السياسة… وعقبة أمام التنمية.
لكن ما وراء الأرقام أكثر صخبًا من النتائج نفسها: غياب المبدئيّة، قانون انتخابي عتيق، نسب اقتراع متدنّية تكشف أثر الهجرة واليأس، ومشهد يراوح مكانه. لافت حضور النساء في الترشّح والفوز، ولافت أكثر أنّ بعض البلديّات أُنجزت بالتزكية أو تنافس محدود، وكأنّ الناس لا ينتخبون بقدر ما يتخلّصون من الانتخابات. باختصار، لا أحد انتصر فعلًا، ولا أحد هُزم بالكامل.
لكن البلد يخرج من الصناديق كما دخل إليها: بلا يقين، وبأمل مؤجّل.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top