نقطة وحيدة مطلوبة من الجولاني

المطلوب من سلطة الجولاني لم يعد سرًّا. النائب الأميركي كوري ميلز الذي التقى الرئيس المؤقّت قبل أيّام، قال إنّ المطلوب “تقديم ضمانات لإسرائيل”.

كلّ الشروط والمطالب الأخرى هي تفاصيل لا قيمة لها.

ولمن لم يفهم بعد، قال ميلز أيضًا إنّ أحمد الشرع/الجولاني أخبره بأنّ “سوريا مهتمّة بالانضمام إلى اتفاقيّات أبراهام حين تتوفّر الظروف المناسبة لذلك”.

المضمون نفسه حمله وزير خارجيّة الحكم الجديد في دمشق أحمد الشيباني للمرّة الأولى الى نيويورك وألقاه بوضوح أمام مجلس الأمن الدولي عندما قال “أعلنّا مرارًا التزامنا بأنّ سوريا لن تشكّل تهديدًا لأيّ دول في المنطقة والعالم بما فيها إسرائيل”.

ولهذا فإنّ الأفكار تتبلور، والاقتراحات تطرح طالما أنّ الحكّام الجدد يخضعون لعمليّة “تبييض” لصفحاتهم تدريجيًّا حيث رفع العلم السوري الجديد في نيويورك ودم المقتلة السوريّة في الساحل وريف حمص وغيرها، لم يجف. رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي دعا الجولاني إلى القمّة العربيّة في بغداد، تحدّث لشركائه السياسيّين عن أنّ من بين أسباب “انفتاحه” على الجولاني، اتقاء الضغوط الأميركيّة في هذا المجال، بما يعني أنّ واشنطن التي تتحدّث عن أنّها لم تبلور سياستها السوريّة الجديدة، كاذبة، وهي تعمل من خلف الكواليس على ترتيب شؤون السلطة الجديدة – أو الأدقّ ابتزازها- لضمان أنّها صارت طيّعة لمصالحها الإقليميّة، وأنّها انتقلت فعليًّا إلى الضفّة الأخرى.

والسؤال المطروح الآن: إلي أيّ مدى ستذهب سلطة الجولاني، وتواصل تقديم تنازلات لاسترضاء الخارج من أجل نيل “شرعيّتها”، فيما لا تبذل جهدًا موازيًا لكسب “شرعيّتها” من المكوّنات السوريّة، فتسمح بتفلّت المقتلة بحقّ العلويّين، وتتشدّد مع الأكراد، وتكاد علاقتها بالدروز تتلاشى وتنقطع؟

أمام مجلس الأمن، كان الشيباني مضلّلًا. دقّقوا في كلامه:
– حافظنا على مؤسّسات الدولة ومنعناها من الانهيار (هناك شلل شبه عام واقتلاع طائفي واستسنابي للموظّفين والمسؤولين)
– سنعلن خطوات جادّة لتشكيل برلمان وطني (حتّى أحزاب وقوى المعارضة القديمة غير متاح لها رفع الصوت)
– بدأنا خطوات دستوريّة نحو إصلاح حقيقي (شكوك بمصداقيّة الإعلان الدستوري ومهله الزمنيّة)
– الطائرات في سوريا أصبحت تلقي الزهور بدلًا من البراميل المتفجّرة (لا ذكر لعمليّات القـ ـتل المستمرّة منذ أسابيع عدّة)
– فلول النظام حاولت إشعال حـ ـرب أهليّة (تبرير جديد للمـ ـذبحة)
– وحّدنا الفصائل العسكرية وأنهينا حقبة الفصائليّة في سوريا. (من ارتكب المـ ـذبحة، ومن يواصل عمليّات التصفية والاغتـ ـيالات؟)

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top