أميركا أوّلًا

قبل أن يُقصي ترامب أوروبا من نقاش أمنها مع روسيا ومن اتفاقيّة المعادن، كانت واشنطن قد أحكمت قبضتها على إمدادات الغاز والنفط الأوروبي.
المشهد في البيت الأبيض أظهر زيلينسكي كشرارة خلاف جديد بين واشنطن وبروكسل. لكنّ الخلاف أعمق بكثير، ويمتدّ من الأمن الأوروبي والعلاقة مع روسيا إلى المواجهة المرتقبة مع الصين.
في أوروبا، أطلق جوزيب بوريل صرخة: “العالم الحرّ بحاجة إلى قائد جديد”، بينما في أميركا، يذهب إيلون ماسك إلى أبعد من ذلك، داعيًا إلى انسحاب واشنطن من الناتو وحتّى من الأمم المتّحدة.
أميركا تعترف بانهيار النظام القديم لكنها لا تزال تحلم برسم النظام الجديد بمعاييرها. وترامب يلعب لعبة كبيرة: يريد أن يبقى وحيدًا على الساحة، دون السماح لبكين وموسكو بالتوحّد ضدّه.
لكنّ السؤال الأكبر: هل يستعدّ العالم لصيغة جديدة من سياسة “أميركا أوّلًا”؟
ترامب يرى أنّ قيادة العالم مكلفة، ويختار سياسة القوّة الواقعيّة بدلًا من الالتزامات الدوليّة.
الصدمة ليست في خذلان أوروبا، بل في تقبّل العالم لمشاهد الإبـ ـادة والحـ ـروب المباشرة، دون أن يرمش له جفن.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top