من سياسية التجويع إلى التطبيع الاقتصادي

تجاهلت الحكومة السوريّة الحاليّة التصريحات الصادرة عن وزير الخارجيّة الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، التي كشف فيها عن نيّة إسرائيل السماح للسوريّين بالعمل في مرتفعات الجولان، حيث تسعى تل أبيب لاستغلال الأزمة الاقتصاديّة في سوريا وتوظيفها سياسيًّا. فقد أكّد كاتس أنّ “إسرائيل” ملتزمة تجاه أصدقائها الدروز في سوريا، مشيرًا إلى أنّ حكومته تدرس حاليًّا السماح لأولئك القريبين بالقدوم للعمل في الجولان يوميًّا، كما أعلن استعداد بلاده لتقديم المساعدة لهم من خلال المنظّمات وبجميع أنواع الطرق.
ورغم الأبعاد السياسيّة الواضحة لهذه التصريحات، التي تعكس رغبة “إسرائيل” في توسيع نفوذها داخل سوريا عبر البوّابة الاقتصاديّة، إلّا أنّ الحكومة السوريّة لم تعلّق رسميًّا على هذه المستجدات. فمنذ سنوات، دأبت الحكومة السوريّة السابقة على اتهام الغرب بممارسة “سياسة التجويع” عبر العقوبات، معتبرة أنّ الضغوط الاقتصاديّة أداة لإضعاف الدولة السوريّة، لكنّ الحكومة الحالية اليوم أمام اختبار عملي لهذا الطرح، مع دخول “إسرائيل” على خطّ استغلال معاناة السوريّين، دون أن يصدر عنها أيّ ردّ رسمي حتّى الآن.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top