وزير الخارجيّة المؤقّت، المكلّف من السلطة المؤقّتة لـ”القيادة العامّة” المؤقّتة، المنبثقة عن “هيئة” مصنّفة “إرهـ ـابيةّ”، الخارجة من رداء “النصرة” الملطخّة بالدماء، تتصرّف كأنّها حكومة قائمة شرعيًّا وتتّخذ قرارات مستدامة للمستقبل.
مفهوم أن يواصل أسعد الشيباني (وزير الخارجيّة السوري)، الضغط من أجل رفع العقوبات، لكن أن يعلن عن رؤية اقتصاديّة شاملة وإلغائيّة و”بيع” القطاعات والمقدّرات الاقتصاديّة لسوريا بالجملة والمفرّق، فهذه خطيئة كبرى.
في مقابلته مع صحيفة “الفايننشال تايمز” وكلمته أمام منتدى دافوس، تحدّث الوزير المؤقّت وكأنّه ناطق باسم حكومة منتخبة وتمتلك الشرعيّة الدستوريّة الكاملة، لاتخاذ قرارات مصيريّة تتعلّق بنسف الهيكليّة الاقتصاديّة للبلد المنكوب وموارده وخصخصتها، وهي خطوات كان يفترض أن تنتظر انبثاق سلطة دستوريّة وانتخابات واستفتاء شعبي.
الفكرة واضحة: مقايضة بيع البلاد، مقابل نيل “الشرعيّة” الخارجيّة. وهي مقايضة هزيلة، ارتكب الشبياني خطيئتها بإشارته إلى أنّ “بضاعته” المعروضة رديئة وبالتي منح المستثمرين المحتملين فرصة انتزاعها بأبخس الأسعار، عندما قال إنّ التحدّي سيكون “العثور على مشترين للكيانات التي كانت في حالة تدهور لسنوات في بلد ممزّق”.
في الآتي أبرز ما قاله الشيباني:
– يجب رفع العقوبات، لأنّها فُرضت في الماضي لصالح الشعب السوري، لكنّها الآن ضدّ الشعب السوري
– نعمل على تشكيل لجنة لدراسة الوضع الاقتصادي والبنية الأساسيّة، وستركّز على جهود الخصخصة، بما في ذلك معامل النفط والقطن والأثاث
– نظام الأسد أدار اقتصادًا اشتراكيًّا مغلقًا
– هناك ديون بـ30 مليار دولار لصالح إيران وروسيا
– رواتب القطاع العام متضخّمة
– سنشجّع الشراكة بين القطاعين العام والخاص ونشجّع الاستثمار في المطارات والسكك الحديديّة والطرق
– حول النفوذ التركي المتوسّع: لن يكون هناك استعباد
– نعمل على إقامة شراكات مع دول الخليج بقطاع الطاقة والكهرباء
تبدو سلطة أحمد الشرع (الجولاني) توّاقة لنيل اعتراف دولي أكبر، عبّر عنه الشيباني بقوله إنّ سوريا “فتحت صفحة جديدة مع العالم”.
يخشى كثيرون أن يكون سعي سلطة الجولاني لرفع العقوبات، بما في ذلك من خلال استخدام ورقة “تحرير” الاقتصاد السوري التي قد تكون مغرية للغرب، محاولة لطمس الانتهاكات الفاضحة العديدة الجارية بحقّ المكوّنات السوريّة من علويّين وشيعة وأكراد ومسيحيّين.
“التحرير” الحقيقي يبدأ داخليًّا يا شيباني، ويا جولاني..