تركيا الّتي تقع كحدّ فاصل بين الشّرق والغرب، ومواردهما المائيّة والطبيعيّة، تستغلّ هذا الموقع لتحقيق مكاسب جيوسياسيّة واقتصاديّة في كِلا الشّرق والغرب.
فماذا عن دورها في الإسلام السّياسي؟ وكيف تقوم به تركيا الحديثة؟
ممّا تستغلّه تركيا أيضًا، بحسب الكاتب جمال حمدان، هو البعد الدّيني للتأثير على الدول العربيّة وإعادة فرض نفسها كزعيمة على العالم الإسلامي.
وفي كتابه “الأبعاد الأربعة”، يناقش حمدان أهميّة الموارد المائيّة ويشرح كيف تؤثّر تركيا على كلّ من العراق وسوريا من خلال سيطرتها على منابع دجلة والفرات. ويعتبر هذا جزءًا من استراتيجيّة أوسع للتحكم في موارد المنطقة وتعزيز النفوذ التركي، إذ تطمح تركيا للهيمنة الاقتصاديّة من خلال السيطرة على طرق التجارة والبنية التحتيّة الإقليميّة، بالإضافة الى سعيها ترك موطئ قدم عسكري في الدول العربيّة وهو ما ظهر بوضوح في تدخّلاتها في سوريا وليبيا وقطر.
يرى حمدان أيضًا أنّ الأطماع التركيّة في العالم العربي ليست مجرّد سياسة طارئة او محدودة بل هي جزء من رؤية استراتيجيّة مدفوعة بالتاريخ والجغرافيا، تسعى لاستغلال ضعف العالم العربي وانقساماته الداخليّة لتحقيق مكاسب جيوسياسيّة واقتصاديّة.
وهذا ما يشرح دورها اليوم في سوريا.