خارج عباءة المستعمر

كانت 3 دول أفريقيّة قد خرجت من عباءة النهب الفرنسيّة، هي بوركينا فاسو ومالي والنيجر بحكم عسكريّ مسلّح، انبثقت منها منظمّة “تحالف دول الساحل” في أيلول/سبتمبر 2023 باتفاق دفاعيّ مشترك. لكنّ الجديد في مسار تعزيز الانفصال الكامل عن تكتّل دول غرب إفريقي ا(إكواس)، إعلان الدول الثلاث توحيدها ضمن “كونفدراليّة” تضمّ حوالي 72 مليون نسمة وذلك خلال أوّل قمّة لها في نيامي، بقرار يهدف إلى “تعزيز التعاون في مجالات الدفاع المشترك والتنمية، بتوحيد القوّة السياسيّة والاقتصاديّة، لتحقيق الاستقرار في المنطقة”.

وبينما يقتضي التحالف الدفاعيّ مساعدة بعضهم البعض عسكريًّا في حال وقوع هجوم على أي منهم، فإنّ “كونفدرالية دول الساحل” تستهدف “العبور نحو مرحلة إضافيّة لاندماج أكثر عمقًا”.

الدول الثلاث، بوركينا فاسو ومالي والنيجر، كانت قد خرجت عن “إكواس” متّهمة هذه المنظّمة بأنّها أداة بيد فرنسا. وقال رئيس المجلس العسكريّ الحاكم في النيجر عبد الرحمن تياني أمام نظيرَيه في بوركينا الكابتن إبراهيم تراوري وفي مالي العقيد أسيمي غويتا، أنّ شعوب دولهم الثلاث “أدارت ظهرها نهائيًّا لإكواس”.

وبالإضافة إلى تشكيل قوّة عسكريّة مشتركة بين الدول الثلاث لمحاربة الإرهاب، فإنّها أكّدت على رغبتها في “تبادل مواردها” في قطاعات تعد استراتيجيّة مثل الزراعة والمياه والطاقة وحتّى النقل، والاستخدام المتزايد للغاتها المحليّة في وسائل الإعلام في البلدان الثلاث، وذلك بهدف “بناء مجتمع سياديّ للشعوب، بعيد عن هيمنة القوى الأجنبيّة، بدلًا من أيّ تجمع إقليميّ أحمق”.

وامتهنت فرنسا نهب ثروات القارّة السمراء منذ سنة 1624 عبر اتفاقيّات مجحفة، ففي دولة النيجر الفقيرة مثلًا التي يعاني شعبها من سوء التغذية والمجاعة، تستحوذ فرنسا على مناجم اليورانيوم الكبيرة التي تغذّي مفاعلاتها النوويّة، وتأخذ منها 20% من مجموع احتياجاتها، حيث سجّلت واردات فرنسا من يورانيوم النيجر في عام 2022 حوالي 7131 طنًا، بينما استورد الاتحاد الأوروبي 25% من احتياجاته بما يعادل 2975 طنًّا.

هل سيسمح الاستعمار لـ”الكونفدرالية” بالنجاح؟
ما رأيكم؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top