ع شو لبنان كان موقّع!

لمناسبة “الضمانات” الخطّية التي منحتها إدارة جو بايدن لحكومة العدو في تشرين الثاني الماضي، وسمحت لإسرائيل بالاستمرار في جـ ـرائمها ضدّ اللبنانيين، يبدو أنّ التاريخ كان يعيد نفسه فقط لا غير.

في إطار ترتيبات وقف إطلاق النار بعد الحـ ـرب التي سمّيت “عناقيد الغضب” في نيسان العام 1996 واستمرّت 16 يومًا، في عهد الرئيس الياس الهراوي ورئيس الوزراء الشهـ ـيد رفيق الحريري، كانت واشنطن كعادتها تعمل على حماية مصالح إسرائيل المعـ ـتدية، ومنحها ما تحتاجه من ضمانات.

وعلى ما يبدو فإنّه بعد 3 أيّام على وقف إطلاق النار، كان وزير الخارجية الأميركي وقتها وارن كريستوفر يقدّم رسالة تطمين أميركيّة، من خارج بنود اتفاق “تفاهم نيسان”، إلى رئيس وزراء العدوّ شمعون بيريز، وتحديدًا في 30 نيسان/أبريل العام 1996، قال له فيها:

عزيزي السيّد رئيس الوزراء:
فيما يتعلّق بالحقّ في الدفاع عن النفس المشار إليه في التفاهم المؤرّخ في 26 نيسان 1996، تدرك الولايات المتّحدة أنّه إذا تصرّف “الحزب” أو أيّ مجموعة أخرى في لبنان بما يتنافى مع مبادئ التفاهم أو تطلق الهجمات على القوّات الإسرائيلية في لبنان، سواء كان هذا الهجوم قد اتخذ شكل إطلاق النار ونصب كمائن وهجمات انتحـ ـاريّة ومتفجرات على الطريق أو أي نوع آخر من الهجمات، تحتفظ إسرائيل بحقّ الردّ لاتخاذ التدابير المناسبة في الدفاع عن النفس ضدّ المجموعات المسلّحة المسؤولة عن الهجوم.
وفيما يتعلّق بالحظر المفروض على استخدام مناطق معيّنة لشنّ هجمات، تدرك الولايات المتّحدة أنّ الحظر لا يشير فقط إلى إطلاق نيران الأسلحة، ولكن أيضًا لاستخدام هذه المناطق من جانب المجموعات المسلّحة كقواعد لشنّ الهجمات منها.

طبعًا لبنان، ممثّلًا بالرئيسين الهراوي والحريري، لم يوقّع على هذا النص، وليس مشمولًا في “تفاهم نيسان” نفسه، وإنّما من خارجه، وهي رسالة مشابهة لرسالة الضمانات التي منحها وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن لنتيناهو والتي منحت الاحتـ ـلال الذريعة لقـ ـتل أكثر من 200 لبناني حتّى الآن منذ وقف إطلاق النار. ومع ذلك يردّد لبنانيّون كثر “ع شو موقّع لبنان؟!”.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top