الحرب لم تنته بين إيران وإسرائيل، و”حرب الظلال” الجارية دليل على ذلك، والكيان المحـ ـتلّ هو من يرسم أهداف ومصالح الإدارة الأميركية إزاء المنطقة.
عندما يقول وزير الحرب الإسرائيلي كاتس، بحضور نتنياهو، “أحتاج لنقل رسالة واضحة إلى الدكتاتور خامنئي، إذا استمريتم في تهديد إسرائيل، فإنّ يدنا الطويلة ستمتدّ إلى طهران مجدّدًا وبقوّة أكبر، وهذه المرّة إليكم شخصيًّا أيضًا”، فإنّ ذلك يعني أنّ الهدف المعلن للحـ ـرب التي استمرّت 12 يومًا، وهو منع إيران من امتلاك قدرة تسلّحية نوويّة وتدمير برنامجها النووي، هو مجرّد شعار مضلّل.
الهدف هو إيران ذاتها، ونظامها. وإنّ وقف إطلاق النار الساري حاليًّا، هو مؤقّت، وهو يخدم أمورًا عدّة بينها:
– التمهيد لخداع سياسي وتفاوض جديد
– التمهيد لخداع عسكري جديد؛
– سدّ الثغرات في طبقات الدفاع الجوي الاسرائيلي (والأميركي) التي خرقتها إيران بصواريخها، وإعادة التذخير وتعبئة مخزون الصواريخ الدفاعية
الفكرة واضحة. إسرائيل- نتنياهو تعتبر أنّ صورة نصرها غير المكتمل حتّى الآن، لن تتحقّق سوى باغتيال السيّد خامنئي. هذه هي الذروة باعتقادها.
ترامب قرّر السير خلف نتنياهو في هذه المواجهة، حتى لو جازفت واشنطن بتضرر مصالحها وامنها على المدى القصير. البرنامج النووي ليس الهدف، وانما “تركيع” الايرانيين. ضرب مقدرات اقتصادية لإيران خلال الحرب يؤكد ذلك. قصف شارع مزدحم بالسيارات والناس في وضح النهار، هو لكسر ارادتهم وترهيبهم.
نتنياهو يقود، وترامب راض. هل هي صدفة أنّ ترامب كان يتحدّث بصيغة الـ”نحن” حول السيطرة الجوّيّة على سماء إيران، حتّى قبل أنّ يضرب فوردو ونطنز وأصفهان؟ ثمّ يغيّر لهجته سريعًا باعتبار أنّه “وسيط” ما إن ضربت قاعدة العديد وأصيب الكيان الإسرائيلي في قلبه الحيوي؟
أراد ترامب وقتها أن “يقطف” فرصة وقف الحرب فعلًا (لعوامل لها علاقة بتعقيداته النفسية وهو رهاب تفويت الفرصة). وطالما أنّ “تركيع” الإيرانيين لم يتحقّق، فلتفعلها إسرائيل وتقتل السيد خامنئي، بينما يبقي ترامب تهديده مرفوعًا: ممنوع العودة إلى التخصيب.
هذا ليس تفاوضًا. هذه حرب “قيد الانتظار”.