“استراتيجيّة الأمن القومي” الجديدة التي نشرتها الإدارة الأميركيّة تقول الكثير ممّا يدور في أروقة صنّاع القرار في واشنطن. والأهمّ ممّا يدور في عقليّة الرئيس ترامب، بكلّ ما يميّزه من عنجهيّة ونرجسيّة في رؤيته لنفسه وللنفوذ الأميركي في العالم، ولأميركا أكثر انغلاقًا على نفسها، من دون التخلّي عن نزعتها للهيمنة عالميًّا.
ينشر “المرفأ” أبرز ما جاء في الوثيقة الجديدة التي تمثّل على ما يبدو قطيعة مع النهج السائد منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية.
هذا بعض ما كتبه ترامب في مقدّمة الوثيقة:
خلال الأشهر التسعة الماضية، أنقذنا أمّتنا والعالم أجمع، اللذين كانا على شفا الهاوية والكوارث. وبعد أربع سنوات من الضعف والتطرّف والإخفاقات الكارثيّة، تحرّكت إدارتي بشكل عاجل وبسرعة تاريخيّة لاستعادة القوّة الأميركيّة داخليًّا وخارجيًّا، وإعادة السلام والاستقرار إلى عالمنا.
لم تحقّق أيّ إدارة في التاريخ تحوّلًا بهذا الحجم في مثل هذا الوقت القصير.
منذ اليوم الأوّل لتولِّيَّ السلطة، أعدنا فرض السيادة على حدود الولايات المتّحدة، ونشرنا الجيش الأميركي لإنهاء غزو بلادنا. وقمنا بالقضاء على أيديولوجيا النوع الاجتماعي الراديكاليّة و”جنون الووك” من قوّاتنا المسلّحة، وبدأنا تعزيز جيشنا عبر استثمار بقيمة 1000 مليار دولار. وأعدنا بناء تحالفاتنا، وأجبرنا حلفاءنا على المساهمة بشكل أكبر في دفاعنا المشترك … كما حرّرنا إنتاج الطاقّة الأميركيّة لاستعادة استقلالنا، وفرضنا رسومًا جمركيّة تاريخيّة لإعادة الصناعات الحيويّة إلى الوطن.
وفي إطار عمليّة “مطرقة منتصف الليل”، دمّرنا قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم. وأعلنتُ كارتلات المخدّرات والعصابات الأجنبية الشرسة التي تعمل في منطقتنا منظّمات إرهـ ـابية أجنبيّة. وخلال ثمانية أشهر فقط، قمنا بتسوية ثماني نزاعات دمويّة، من بينها: كمبوديا وتايلاند، كوسوفو وصربيا، جمهورية الكونغو الديمقراطيّة ورواندا، باكستان والهند، إسرائيل وإيران، مصر وإثيوبيا، وأرمينيا وأذربيجان، وأنهينا الحـ ـرب في غزّة مع عودة جميع الرهائن أحياء إلى عائلاتهم.
أميركا قويّة ومحترمة من جديد، وبفضل ذلك نعمل على إحلال السلام في أنحاء العالم.
وفي كلّ ما نقوم به، تبقى أميركا أولويّتنا.
هذه الوثيقة تمثّل خريطة طريق لضمان أن تبقى أميركا أعظم وأزدهر دولة في تاريخ البشريّة…









