اعتداءات على رجال دين؛ بصق على الكهنة والراهبات؛ التعدّي على المؤمنين المحتفلين.. وشتمهم؛ تخريب ممتلكات كنسيّة في القدس وبيت لحم وغيرها؛ تلطيخ جدران الأديرة بشعارات معادية للدينف المسيحي والمسيحيّين؛ تحطيم أضرحة في مقابرهم؛ ومجزرة في كنيسة القديس برفيريوس في غزّة….
هذه بعض مظاهر “التسامح” التي يدّعيها الكيان الإسرائيلي، تجاه المسيحيّين في الأراضي المحتلّة، ويروّج، كذبًا، أنّ مشكلته فقط مع “إيديولوجيّة” حمـ ـاس أو غيرها.
المسيحيّون مواطنون أصيلون من هذه الأرض. ومهما علا صوت الكنيسة ورجالها، أو خفت، بما في ذلك بابا الفاتيكان نفسه، أمام طغيان العدوان، فإنّ ذلك لا يغيّر من حقيقة ما يجري: هذا كيان عنصري، ويتزايد عنصريّة وتطرّفًا، ولم يعد يرى في هذه الأرض، سوى ما يجسّد مزاعمه التاريخيّة، ليس فقط بأنّها يهوديّة، وانّما صهيونيّة في الصميم، ولا لمكان لغيره هنا.
بيت لحم نفسها، مدينة السيّد المسيّح، تبدو كأنّها في سجن كبير، حيث تحيطها المستوطنات، ويخرقها جدار الفصل العنصري، والمؤمنون وإن كانوا من المحتفلين بأعياد الميلاد، عليهم العبور من خلال حواجز تفتيش أمنيّة تضيّق عليهم فسحة التنفّس.
هذا غيض من فيض.
يستعرض الفنّان والناشط الفلسطيني هاني الخوري، وهو مسيحي مقيم في المنفى، بعض الحقائق:
– من العام 1967 حتّى الآن، تمّت مصادرة 3,147 دونم لتوسيع حدود بلديّة القدس لصالح الاحتـ ـلال، مأخوذة من أراضي بيت جالا لملّاك مسيحيّين.
– وادي كريمزان – بيت جالا: مسار الجدار عزل نحو 3,500 دونم من الأراضي الزراعيّة الخاصّة لـ58 مالكًا فلسطينيًّا عن بلدتهم، معظمهم من عائلات مسيحيّة؛ هذه الأراضي هي آخر المساحات الخضراء والزراعيّة الكبرى لبيت لحم-بيت جالا، وفيها كروم زيتون عمرها مئات السنين.
– بيت لحم، بيت جالا، بيت ساحور: هناك تقرير يقدّر أنّ المحافظة خسرت 18,048 دونم لصالح الجدار، والمستوطنات، والطرق الالتفافيّة ومناطق عسكريّة مغلقة، جزء كبير منها على حساب مدن ذات حضور مسيحي قوي.
– مخطّط مستوطنة جديدة باسم نحال حليتس (Nahal Heletz) سيستولي على 602 دونم إضافيّة من أراضي بيت جالا وبتير غرب بيت لحم ضمن كتلة “غوش عتصيون”.
– تقارير كنسيّة ومنظّمات تشير إلى أنّ السبب الرئيسي لهجرة المسيحيّين في فلسطين هو الضائقة الاقتصاديّة، البطالة، انسداد الأفق السياسي، تهديدات الأمن الشخصي، وصعوبة الحركة؛ وكلّها نتيجة مباشرة للاحتلال.








