يا فنزويلا… سنستعمرك!

الرئيس الأميركي ترامب يقول بالفم الملآن: سأستعمركم.. أو بمعنى أدقّ: سأُعيد استعماركم.

بالأمس كتب ترامب “لن تسمح أميركا لنظامٍ معادٍ بالاستيلاء على نفطنا أو أراضينا أو أيّ أصولٍ أخرى، التي يجب إعادتها كلّها إلى الولايات المتحدة فورًا”.

عملت شركاتٌ مثل “شيفرون”، و”إكسون”، و”كونوكو فيليبس”، و”هاليبرتون”، و”شلبرجير”، و”ويذرفورد إنترناشيونال”، و”بيكر هيوز” في قطاع النفط الفنزويلي لعقود.

وكعادة شركات الدول الاستعماريّة، فإنّها كانت تتكسّب من نفط البلاد وفق عقودٍ لصالحها بشكلٍ كبير، على حساب أهل الأرض. وقد جرت عمليّة تأميم في سبعينيّات القرن الماضي، ثمّ جاء الرئيس هوغو تشافيز لاحقًا ليحاول إجبار هذه الشركات العملاقة على التنازل عن حصص الأغلبيّة في مشاريعها لصالح شركة النفط الوطنية الفنزويليّة PDVSA، وصادرت فنزويلا حينها أصول الشركات التي قاومت ذلك.

هذا هو “نفطنا” الذي أشار إليه ترامب بوقاحة. أمّا “أراضينا” التي تحدّث عنها، فلا تبدو لا عقلانيّة ولا منطقيّة إذ إنّ المسافة الجغرافيّة بين البلدين تبلغ نحو 1800 كلم، ولا يوجد نزاع معروف بينهما حول الأرض.

ترامب استطلع بالفعل مدى اهتمام شركات طاقة أميركيّة كبرى في العودة إلى فنزويلا في مرحلة: “ما بعد نيكولاس مادورو”.

الجشع الاستعماري لترامب واضح: الاستيلاء على نفط فنزويلا (الأكبر في العالم ويبلغ 303 مليارات برميل) وغازها (الرابع على مستوى العالم)، ومعادنها الغنيّة مثل خام الحديد والذهب والبوكسايت والفحم والألماس والأخشاب بالإضافة إلى مواردها في الطاقة الكهرومائيّة، إلى جانب أكثر من 30 مليون هكتار من الأراضي الزراعيّة الخصبة.

هل هي مفارقة أنّ الصين هي أكبر مستورد لنفط فنزويلا؟ بالتأكيد لا. لعلّ المفارقة الأبرز أنّ الولايات المتحدة ثاني أكبر مستورد للنفط الفنزويلي وذلك لاعتبارات مرتبطة بانخفاض سعره (خصوصًا بسبب انخفاض كلفة النقل لقرب المسافة جغرافيًّا) وملاءمة نوعيّته وكثافته للمصافي الأميركيّة.

القصّة بسيطة: سنستعمركم!

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top