“سوريا تعيش في أفضل ظروفها الآن”. هذا تصريح لأحمد الشرع/الجولاني، الرئيس المؤقّت للسلطة السوريّة، قبل أيّام.
ليس واضحًا ما إذا كانت المواكب السيّارة التي جابت بعض مناطق بيروت والمناطق، وصلها تصريح الشرع الذي رفعت صوره. كما ليس واضحًا، ما إذا كان هؤلاء، أو من يقف خلفهم منظّمًا ومنسّقًا ومحرّضًا، قد حصلوا على “ضوء أخضر” من أجل مسيرات الليل المريبة.
المفوّضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، لا تزال تنتهج مواقفها المشكوك بدوافعها، وخصوصًا جمع الأموال والتبرّعات، “على ظهر” قضيّة اللاجئين السوريّين، بعدما كان سلوكها في المقابل، مخزيًا خلال أزمة نزوح اللبنانيّين من قراهم خلال حـ ـرب السنتين، وبدت كما قال العديد من النازحين اللبنانيّين، غائبة عن أيّ عمل إغاثي ملائم.
بالأمس، بينما كان الجولاني يقول إنّها “أفضل الظروف”، كانت المفوّضيّة تقول في المقابل إنّه يجب “عدم إجبار اللاجئين على العودة، حيث ما زال الوضع الأمني داخل سوريا متقلّبًا في بعض المناطق”.
المفوّضيّة تقول إنّ أكثر من 3 ملايين “لاجئ ونازح” سوري عادوا منذ سقوط النظام السابق. لكن بينهم 1.2 مليون فقط عادوا طوعًا من الدول المجاورة. الباقون، نازحون داخليًّا من المناطق السوريّة نفسها.
الرقم ضئيل، لأنّ لا سلطة الجولاني ولا المفوّضيّة تعملان جدّيًّا من أجل “العودة”. بالأمس بعض شوارع لبنان، كانت شاهدة على هذا التواطؤ.
حتّى بداية عام 2025، وبحسب إحصاءات المفوّضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، كان هناك نحو 6.1 مليون سوري لاجئ أو طالب لجوء. من بينهم 2.9 مليون في تركيا، ونحو 755 ألف لاجئ في لبنان، ونحو 600 ألف في الأردن. ولم يتجاوز عدد السوريّين المسجّلين كلاجئين في العراق 304 آلاف شخص، بينما عاش في مصر نحو 150 ألف سوري. وهناك نحو 716 ألف سوري في ألمانيا، وهناك عشرات الآلاف في دول أخرى مثل هولندا وفرنسا والسويد.
وفي الوقت نفسه هناك 7.4 مليون نازح “داخليًّا”.
لكنّ سوريا بألف خير كما يزعم الجولاني، ومواكب المسيرات ليلًا في لبنان، تهلّل له، لكنّها لا تصدّقه كفاية لكي تعود لتطوي صفحة اللجوء.







