باشرت إدارة الأمن العام السوري حملة “تجميليّة” عاجلة تقضي بفرض حلق الذقن على العناصر، وذلك مباشرةً بعد عودة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع من زيارته المثقلة بالمجاملات البروتوكوليّة في واشنطن. وكأنّ الصورة اللامعة التي أراد تقديمها هناك لم تكفِ، فكان لا بدّ من انعكاسها محلّيًّا: قرار تجميلي بديل عن أيّ إصلاح فعلي.
الخطوة التي رُوّج لها على أنّها “انضباط”، ليست سوى فصلٍ جديد من مسار قديم يراد له أن يبدو عميقًا: حلّ العقيدة الجهاديّة داخل التشكيلات العسكريّة عبر ماكينة الحلاقة بدل المراجعة الفكريّة. وكأنّ المشكلة كانت في طول الشعر لا في طول قائمة الأخطاء البنيويّة!
وبينما تحاول الإدارة إقناع الرأي العام بأنّ إزالة الشعيرات المتطايرة تعني إزالة التشدّد، يدرك الجميع أنّ الأمر أقرب لسياسة “التلميع السريع” التي ترافق كلّ زيارة خارجيّة تعِد النظام بحماية جديدة أو غطاء إضافي. فبدل أن يُسأل: كيف تفكّك الأفكار المتشدّدة؟ يصبح السؤال الرسمي: بأيّ درجة نضبط الموس؟
إنها محاولة لتهذيب الصورة بدل تهذيب المؤسسة، وفرض مظهر مدني على بنية لم تتغير. أما العقيدة الجهادية التي يتفاخرون بمحاربتها، فهي تختبئ في أماكن لا يصلها الشفر، ولا تعالجها نشرات إدارية، ولا تُقصّ بمقصّ الرضا الأميركي.







