تقول السفارة الأميركيّة في بيروت على موقعها الالكتروني إنّ “الولايات المتّحدة تسعى إلى الحفاظ على علاقات هي تقليديًّا وثيقة وودّيّة مع لبنان، وإلى المساعدة في الحفاظ على استقلاله وسيادته ووحدته الوطنيّة وسلامة أراضيه”.
هذا إنشاء دبلوماسي.
الامتحان الحقيقي لمصداقيّة مثل هذا الكلام الفضفاض والمنمّق، يكمن في الأفعال، لا بغيرها، وإلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، إلى واشنطن، بهذا الشكل والتوقيت، هو الوجه الحقيقي لكيفيّة تعامل واشنطن مع دول العالم عمومًا، وهنا فيما يتعلّق بلبنان واللبنانيّين، والّتي اختصرها المبعوث توم برّاك مؤخّرًا بكلمة animalistic.
يتصرّف لبنان بأبسط الطرق والوسائل لحماية نفسه والتمسّك بسيادته وصون أمنه الداخلي، لكنّ الفريق الحاكم في واشنطن الآن، يريد الدفع باتجاه مواجهة بين الجيش وأهله، ومقـ ـاومته وناسه.
امتحان علاقة أميركا بلبنان، والتي بدأت ملامحها الأولى منذ العام 1833 بتعيين وكيل قنصلي في بيروت، قبل الانتقال إلى مستوى السفارة في العام 1952، يختبر في مدى حرصها الحقيقي على استقرار لبنان ومصالحه. لا بالغزو الأميركي العام 1958 تطبيقًا لـ”مبدأ ايزنهاور”، ولا بتغطية الغزو الإسرائيلي العام 1982، ولا بالعقوبات التي صارت تطال مئات الأشخاص والكيانات اللبنانيّة، بما في ذلك العديد من المغتربين والشركات، والبنك اللبناني الكندي ثمّ “جمال ترست” وهي خطوات ساهمت كلّها في مفاقمة الأزمة الاقتصاديّة اللبنانيّة، وذلك مقابل “فتات” الدعم الرمزي واللفظي.
هذا ليس “حليفًا”.. كما يتمنّاه البعض.








