تكرّر إدارة دونالد ترامب وحكومة رجب طيب أردوغان أنّ على الأكراد تسليم سلاحهم سواء كان بحوزة مقاتلي حزب عبد الله أوجلان، في سوريا، أو في قنديل العراقية أو في جنوب شرق الأناضول التركيّة، أو سلاح أكراد “قسد” في سوريا لأنّ أنقرة تعتبرهم مرتبطين بأوجلان، وبالتالي فإنّ تسليم السلاح يجب أن يكون شاملًا.
ولكن….
لا أردوغان ولا المبعوث الأميركي توم برّاك ولا الفرنسيّين، يشيرون ولو بشكل عابر إلى مصير “بيجاك”.
“بيجاك”، أو “حزب الحياة الحرّة”، لا يبدو على طاولة التفاوض ولا المحادثات المكثّفة، برغم أنّه من امتدادات الحركة الكرديّة المسلّحة عمومًا في المنطقة، ومتداخل ومترابط معها.
هذه الحركة الكرديّة الإيرانيّة، المسلّحة منذ العام 2004، هي على عكس حزب العمّال الكردستاني الذي تراجع عن مطالب انفصال المناطق الكرديّة في تركيا، لا تزال تطرح قضايا انفصاليّة خصوصًا لمحافظة كردستان الإيرانيّة وغيرها من المناطق التي يقطنها المواطنون الأكراد في إيران.
وبينما بدأ حزب العمّال الكردستاني ولو رمزيًّا، تسليم سلاحه، فإنّ مجموعات “متمرّدة” في صفوفه، ستتّجه حتمًا إلى الانضواء بصفوف “بيجاك” الإيرانيّة، المستثناة بوضوح من خطوة نزع سلاح الأكراد في المنطقة.
الخطورة في ما يجري، أنّ الأميركيّين والإسرائيليّين، وربّما الأتراك بشكل ما، سيجدون فرصة تلوح، للمساهمة في إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة. تطويع “بيجاك” لتكون سلاحًا ضدّ طهران، سيخدم “حـ ـرب الظلال” التي ستسخرها إسرائيل وترامب، لضرب إيران في جبهتها الداخلية، وعبر الحدود مع العراق.
كرة النار الكردية تنتقل من تركيا وسوريا، إلى الخاصرة الإيرانيّة.
“بيجاك” كانت شبه متوقّفة النشاط منذ نحو عامين (بعد ضغط عسكري وأمني إيراني على حكومتي بغداد واربيل أبعد بيجاك عن الحدود الإيرانيّة)، لكن بعد أقلّ من شهر على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، استؤنفت هجمات التنظيم المسلّح، وفي غضون 5 أيّام نفّذ 3 هجمات مسلّحة ضدّ قوّات حرس الحدود الإيراني في محافظتي كردستان وآذربيجان الغربية.
هذه ليست صدفة بتاتًا.









