“شكرًا جزيلًا لك يا بيبي”. هكذا ردّ الرئيس ترامب على مبادرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سلّمه نسخة عن رسالة ترشيح “إسرائيل” له لنيل جائزة نوبل للسلام.
المشهد يختزل كلّ المفارقات المخزية. نوبل سلام لترامب؟ وهو لم ينجح حتى بإقناع مرشِّحه نتنياهو بوقف إطلاق النار في غزّة. ثمّ إنّ مجرمًا ملاحقًا دوليًّا بتهمة ارتكاب جـرائم حرب، يعتبر أنّه يتمتّع بالمشروعيّة الأخلاقيّة والسياسيّة والدوليّة ليرشّح شخصًا ما لنوبل السلام؟
الرجلان تناوبا، وتعاونا، خلال شهور قليلة على قصف وتدمير مقدّرات دول وشعوب، من فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن. وعلى مائدة عشاء يقرّر “مجرم الحرب” أن يلقي كلمة نفاق لا مثيل لها: “لقد حقّق الرئيس (ترامب) بالفعل فرصة عظيمة. لقد صاغ اتفاقات إبراهام. إنّه يرسي السلام، بينما نحن نتكلّم، في بلد واحد، في منطقة تلو الأخرى.. لذا، أريد أن أقدّم لك، سيدي الرئيس، الخطاب الذي أرسلته إلى لجنة جائزة نوبل؛ لترشيحك لجائزة السلام، إنّك تستحقها عن جدارة، ويجب أن تحصل عليها”.
كلّ ادعاءات ترامب بأنّه يوقف الحروب وينجح في الوساطات وتسوية النزاعات، هراء. وساطته المفترضة في حرب أوكرانيا، لم تنجز والحرب متّقدة. وفي غزّة، لا يزال “يساير” نتنياهو مانحًا إيّاه المزيد من الوقت لاستكمال الإبادة. وفي لبنان، تغاضى عن الانتهاكات الإسرائيلية اليوميّة، بل إنّ موقفه وإدارته الرسميّ هو أنّ من حقّ “إسرائيل” الدفاع عن نفسها. وعندما ذهب نتنياهو الى فتح الحرب مع إيران، سانده ترامب فورًا، ثمّ انضمّ إلى الحرب، قبل أن يتراجع، مع إظهار طهران استعدادها لكسر الخطوط الحمراء، ويدعو الى وقفها.
لكنّه يردّد كالببغاء، “أنا أوقف الحروب. أكره رؤية الناس يُقتلون”.
أيّ بلاهة هذه؟!