من يتعلّم في لبنان هذا الدرس الفلسطيني؟

ما يحصل في الضفّة الغربيّة لا يقلّ خطورة عمّا يجري في غزّة. بالشكل العام قد تبدو الصورة مختلفة، لكن في الحالتين، الكيان الإسرائيلي، يفرض احتـ ـلاله ورؤيته وتوسّعه.

في الضفّة الغربيّة، تهاونت السلطة الفلسطينيّة وسهّلت، تحت مظلّة “اتفاق اوسلو”، للكيان الإسرائيلي، بأن يتمدّد. “حصرت السلاح”؛ قبلت بتنازلات أمنيّة واسعة؛ غضّت النظر عن التوغّلات والاغتـ ـيالات؛ ولم تقاتل من أجل منع مصادرة الأراضي؛ وكان رئيسها “أبو مازن” يقول: احمونا، احمونا.

كلّ التهاون لم ينجح.

الخطّة الجديدة التي أقرّتها حكومة نتنياهو قبل يومين، لتطبيق مشروع يسمّى “E 1 ” الاستيطاني سيربط القدس بمستوطنة معاليه أدوميم، ما سيجعل إقامة عاصمة فلسطينيّة مستقبليّة في القدس الشرقية شبه مستحيلة، بالإضافة إلى أنّه سيُقسّم الضفّة الغربيّة إلى نصفين، ممّا يمنع إقامة دولة فلسطينيّة متّصلة جغرافيًّا.

انتهت الدولة الفلسطينيّة الموعودة، وبالأدقّ، دفن الاحتـ ـلال “خيار الدولتين”، الوعد الذي سوّقه الغرب والعرب والأميركيّون، للفلسطينيّين، للتخلّي عن “الكفاح المسلّح” مقابل قيام دولتهم المؤجّلة والتي يدفنها نتنياهو وسموتريتش وبن غفير الآن في غزّة، ويستعدّون لدفنها في الضفّة الغربيّة نهائيًّا.

تباهى سموتريتش قائلًا “سيتحدّثون عن حلم فلسطيني، وسنواصل بناء واقع يهودي. هذا الواقع هو ما سيدفن فكرة الدولة الفلسطينيّة إلى الأبد”.

هناك أكثر من 140 مستوطنة صهيونيّة في الضفّة الغربيّة، لكنّ المشروع الجديد يشطر الضفة الغربيّة بالكامل إلى شطرين ويحول دون ترابط قرى ومدن الفلسطينيّين بعضها ببعض.

غدًا سيفاوض العرب- ويسوّق الغربيّون لهم – أنّ شمس السلام لن تشرق في الشرق الأوسط، إلّا إذا اقتنع من سيتبقّى من الفلسطينيّين، بأنّ دولتهم المأمولة منذ 100 عام، لن تقام، وأنّ أفضل ما بإمكان أحلامهم أن تصل إليه، هو تشكيل “دويلة” صغيرة معزولة تضمّ مدينة أو مدينتين ممّا تبقّى من فلسطين التاريخيّة…. هذا إن تبقّى منها شيء أصلًا.

كان يقال عنها “بؤر استيطانيّة” محصّنة ومحميّة، وتحوّلت إلى مدن استيطانيّة ومستعمرات مأهولة تضمّ كلّ واحدة وحدات عسكريّة خاصّة لحمايتها. أرض فلسطين ابتُلعت تباعًا.

هذا درس للبنان أيضًا..

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top