هل شاركت بريطانيا في قـ ـتل لبنانيين؟

أمام الوزير يوسف رجي مهمّة، بإمكانه إشغال وقته بها لتفعيل استراتيجيّة “الدبلوماسية والصداقات” التي يقول إنّه يتبنّاها للدفاع عن مصالح لبنان.

قبل أيّام، تقدّم زعيم حزب العمّال البريطاني السابق جيمي كوربن، بطلب إلى البرلمان لفتح تحقيق “علني ومستقلّ” في دور بريطانيا في الحـ ـرب على غزّة، بما في ذلك طبيعة الأسلحة التي تمّ توريدها إلى “إسرائيل”، وتحديد ما استخدم منها في القـ ـتل المباشر وجـ ـرائم الحـ ـرب وما هي طبيعة المعلومات الاستخباراتيّة التي شاركتها لندن مع الكيان الاحتـ ـلالي.

لكن الأكثر إثارة للاهتمام في مطالب كوربن وما قد يتعلّق بلبنان بشكل مباشر، يتعلّق بطبيعة الدور الذي لعبته “قاعدة أكروتيري” الجوّيّة التابعة لبريطانيا في قبرص، في الحـ ـرب، سواء بنقل السلاح؛ الاستطلاع؛ التزوّد بالوقود أو حتّى مهمّات جوّيّة للطائرات البريطانيّة.

لطالما أثيرت تكهّنات حول حقيقة الدور الذي لعبته بريطانيا، وبشكل سرّي عمومًا، في الحـ ـرب، سواء تلك التي طالت غزّة، أو اليمن أو العراق أو سوريا، أو حتّى لبنان، وهو ما يعني أنّ بريطانيا التي تدّعي سفارتها ووزارة خارجيّتها التباهي بعمق وصلابة العلاقات مع لبنان واللبنانيّين، شاركت في قـ ـتل اللبنانيين وتدمير قراهم وبيوتهم.

التحقيق الذي طالب به النائب البريطاني سيتطلّب تعاون الوزراء الحاليّين والسابقين سواء كانوا من حزب المحافظين أو حزب العمال، وهو يستند على موقف مبدئي من كوربن الذي يتساءل كيف أنّ الحكومة البريطانية لا تزال تسمح بتوريد الأسلحة إلى دولة رئيس وزرائها (نتنياهو) مطلوب لدى المحكمة الجنائيّة الدوليّة بتهمة ارتكاب جـ ـرائم ضدّ الإنسانيّة.

بإمكان الوزير العتيد انتهاج تكتيك مغاير عن “التباكي”، وتحريك وزارته لمتابعة هذا التحقيق والحصول على نتائجه والطلب من نظيره البريطاني ديفيد لامي الذي زار للتوّ بيروت ليؤكّد (بحسب سفارة بلاده) “دعم بريطانيا المستمرّ لأمن لبنان واستقراره وازدهاره المستقبلي”، أن يتمّ تبليغ لبنان بطبيعة دور “قاعدة أكروتيري” في الحـ ـرب الإسرائيليّة على لبنان، أو غيره من أدوار ساهمت لندن أو سهّلت أو شجّعت من خلالها على قـ ـتل اللبنانيين.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top