لم يصدر نوّاف سلام خطابًا رسميًّا حول “إلغاء الطائفيّة السياسية” أو “المداورة بين الطوائف”، لكن ما نُقل عن لسانه في إحدى جلسات مجلس الوزراء، وتداولته وسائل إعلاميّة، كَشف الكثير عن مضمون مشروعه “الإصلاحي”.
ففي الحديث المسرّب، طرح سلام فكرة اعتماد المداورة الطائفيّة في التعيينات الدبلوماسيّة، معتبرًا إيّاها مدخلًا لتخفيف حدّة الانقسام الطائفي في مؤسّسات الدولة.
إلّا أنّ الحماسة لم تدم طويلًا، إذ عاد ليقيّد اقتراحه بعدم شمول المراكز الأساسيّة، مشيرًا إلى إمكانيةّ تطبيق المداورة الطائفيّة في السفارات بالخارج.
لم يكن من الضروري إصدار بيان لتظهير هذا التوجّه، فمضمون الحديث المسرّب كان كافيًا لتبيان أنّ سلوك نوّاف سلام يشبه أداء الطبقة السياسيّة التقليديّة، وإن حاول تزيينه بمصطلحات إصلاحيّة.
قد تتغيّر الوجوه، لكنّ منطق المحاصصة حين يُعاد إنتاجه بلغة جديدة، يبقى هو الثابت.








