كاذبة لبنانيًّا .. وكاذبة فلسطينيًّا

دورثي شيا، السفيرة الأميركيّة السابقة في بيروت، باعت اللبنانيّين أوهامًا بوعود الكهرباء والغاز والطاقة وتوزيع “الكمّامات”، وعرقلت موارد المازوت من إيران للمولّدات اللبنانيّة في عزّ العتمة ولها جوقة من المعجبين اللبنانيّين، خصوصًا منذ الأزمة الاقتصاديّة التي عصفت بالبلاد.

دورثي شيا تبيع الآن أوهامًا مماثلة تمسّ حياة الفلسطينيّين. من خلال رئاستها للبعثة الأميركيّة لدى الأمم المتّحدة، دافعت عن الدور الذي بدأت تقوم به ما تسمّى “مؤسّسة غزّة الإنسانيّة” المشكّلة بغطاء إنساني غير حكومي، برغم ارتباطها المفضوح بـ”إسرائيل” والولايات المتّحدة والمشتبه بأنّها تساهم في تحقيق أهداف الاحتـ ـلال من أجل تهجير الفلسطينيّين وتأمين الفتات لهم “شرط ألّا يكونوا من حمـ ـاس”!

شيا وصفت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، مؤسّسة غزّة الإنسانيّة بأنّها “حلّ حقيقي يضمن وصول المساعدات إلى شريحة المدنيّين والمدنيّات المستحِقّة لهذه المساعدات، وليس إلى حمـ ـاس”.

تقول دورثي شيا قولها هذا، وتتجاهل كلّ الانتقادات والحقائق. تحقيق لصحيفة “هآرتس”، كشف أنّ هذه المؤسّسة المشبوهة تمّ اختيارها سرًّا من مقرّبين لبنيامين نتنياهو من دون علم الجهات الأمنيّة، وأنّ الشركة مسجّلة في سويسرا وتقدّم نفسها كأميركيّة، لكن يقف خلفها فريق إسرائيلي. سويسرا قرّرت فتح تحقيق حولها.

اختيار المؤسّسة جرى دون مناقصة أو إشراك “الجيش” الإسرائيلي أو وزارة الدفاع أو منسّق أعمال الحكومة، والمؤسّسة الأمنيّة تفاجأت بالقرار، وأشارت إلى شبهات بـ”سلوك غير لائق” و”مصالح شخصيّة”.

الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش يقول “لن نشارك في أيّ ترتيب لا يحترم بالكامل المبادئ الإنسانيّة، وعدم التحيّز، والاستقلاليّة، والحياد”.

“هآرتس” تقول أيضًا إنّ المسؤولين عن المؤسّسة يقفون خلف شركات أمنيّة أخرى مثل “أوربيس” و”يو إس سولوشنز” التي تجنّد محاربين أميركيّين قدامى لمهام “أمنيّة وإنسانيّة”.

ويقول موتي كهانا، وهو رجل أعمال أميركي-إسرائيلي ومدير شركة “جي دي اس” للشؤون اللوجستيّة، إنّه “كان المفترض أن أشارك في آليّة توزيع المساعدات الإنسانيّة في غزّة، ولكن تمّ استثناء شركتي فجأة لصالح شركة وهميّة يُقال إنّها أميركيّة ولكنّها في الحقيقة تابعة لإسرائيل. والإدارة الأميركيّة بدأت تكتشف أنّ الجهات الإسرائيليّة خدعتها. الحكومة الإسرائيليّة لا تريد حلًّا حقيقيًّا للأزمة الإنسانيّة في غزّة وتسعى لاستمرار الفوضى”.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top