حدود لبنان وسوريا: أزمة بلا نهاية؟

منذ عشرينيّات القرن الماضي، ظلّت الحدود بين لبنان وسوريا قضيّة معقّدة، لم تُرسّم بالكامل. حتّى اليوم، لا تزال هناك 27 نقطة خلافيّة تمتدّ من مزارع شبعا في الجنوب إلى منطقة العريضة في الشمال.
على عكس الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة، التي حُدّدت منذ عام 1949 بـ149 نقطة مثبّتة، لم يحظَ ملفّ الحدود اللبنانيّة – السوريّة بالجدّيّة اللازمة لحلّه. وظلّت سيطرة سوريا على لبنان منذ دخول قوّاتها عام 1976 وحتّى تراجع نفوذها، عاملًا رئيسيًّا في تأخير الترسيم، حيث لم تُتح للبنان فرصة التفاوض الجاد حول هذا الملفّ.
ومع تصاعد الأزمات الإقليميّة واستمرار الانقسام السياسي في البلدين، تعقّد الوضع أكثر، إذ أصبحت الحدود مسرحًا لمخاطر أمنيّة، وتهريب غير منضبط، وتداخلات سياسيّة لا تزال تعيق أيّ تقدّم. ورغم أنّ الجيش اللبناني يمتلك المستندات والخطط اللازمة للترسيم، إلّا أنّ غياب الاستقرار في سوريا يبقي الحلّ مؤجّلًا.
فهل يشهد هذا الملفّ حلًّا جذريًّا يومًا ما، أم سيظلّ رهينة التحوّلات الإقليميّة؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top