قصّة “باراغون”.. درّة تاج “إسرائيل”

باراغون، اسم يبدو عاديًّا، لكنّه يخفي وراءه قصّة تحمل أبعادًا مرعبة. منذ تأسيسها عام 2019، وُلدت هذه الشركة في مختبرات الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة – وحدة 8200، المعروفة بأنّها مصنع الأدمغة والسيطرة الإلكترونيّة في “إسرائيل”.
لا يمكن تجاهل أسماء من يقفون خلف هذه الشركة. إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يُعتبر أحد الأركان الأساسيّة لهذا المشروع. إلى جانبه، إيهود شنورسن، القائد السابق لوحدة 8200، حيث تُصاغ الخطط وتُبرمج الأنظمة التي تجعل من العالم الرقمي حقلًا أمنيًّا لـ “إسرائيل”.
القضيّة ليست مجرّد أسماء أو تواريخ تأسيس. إنّها عن المنتج الذي أطلقته هذه الشركة، منتج يُدعى “غرافيت”، الذي لا يقتحم فقط أجهزة الأفراد، بل يقتحم الخصوصيّة نفسها، ويحوّلها إلى سلاح.
تصوّر للحظة أنّ هاتفك الذي تظنّه محصّنًا ومشفّرًا عبر تطبيقات مثل واتساب أو سيغنال، يمكن أن يتحوّل إلى نافذة مفتوحة على حياتك الخاصّة. هنا يأتي دور “غرافيت”. هذا البرنامج لا يكتفي بجمع الرسائل والصور والمكالمات، بل يخترق أعماق جهازك، مستخرجًا أسرارك وكأنّها صفحات مفتوحة بين يدَي الجواسيس.
مع انتشار الشائعات حول استحواذ شركة أميركيّة على باراغون مقابل 500 مليون دولار، تزداد الشكوك حول أهداف هذا الانتقال. هل هو محاولة لطمس الآثار الإسرائيليّة؟ أم مجرّد توسيع رقعة الانتشار لهذه التكنولوجيا؟
بينما تغرق دول العالم في سباق التسلّح السيبراني، يبقى السؤال: كيف يمكن للبنان ودول أخرى أن تحمي نفسها؟ هذا ليس مجرّد صراع على التكنولوجيا، بل هو صراع على البقاء، حيث الخصوصيّة ليست مجرّد حق، بل خطّ الدفاع الأخير في وجه سلاح لا يُرى بالعين المجرّدة.
في عالم حيث يصبح الهاتف سلاحًا ضدّك، هل ستجد الدول الصغيرة مثل لبنان ملاذًا من هذا الطوفان الرقمي؟ الإجابة ربما تكمن في قوّة الإرادة.. والابتكار.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top