الجيش اللبناني و”رسائل النار” الإسرائيليّة

على الحدود الجنوبيّة، حيث تتقاطع الخروقات الإسرائيليّة مع صمت دولي مطبق، يقف الجيش اللبناني في قلب مشهد معقّد، تتقاذفه الانتقادات من الداخل والضغوط من الخارج.
“غياب الجيش”، كما يصفه البعض، ليس غياب الإرادة، بل هو قيد محدوديّة الإمكانيّات، في ظل عـ ـدوّ يتربّص وأزمات تثقل كاهل الوطن.
تصرّ “إسرائيل”، من خلال طائراتها المسيّرة وتحرّكاتها البرّيّة، على كسر القرار الدولي 1701، وكأنّها ترسل رسائلها عبر نيران الخروقات. لا تُفرّق تلك الرسائل بين الجيش و”حـ ـز ب الله”، بل ترى فيهما وجهين لعملة واحدة تهدّد مشاريعها. استهداف مراكز الجيش في الحرب السابقة دليلٌ واضح: في حسابات “إسرائيل”، الجيش اللبناني شريك في صمود لبنان.
“إسرائيل” تدّعي دعم تسليم الجيش منطقة جنوب الليطاني، لكنّها تُخفي خلف هذه الادعاءات نوايا لتفكيك التنسيق الوطني بين الجيش و”الحزب”، ودفع الجيش لاحقًا لاتخاذ مواقف عدائيّة تجاه الحزب. كأنّها تقول للبنان: “إمّا أن تقفوا ضدّ الحزب، أو تواجهوا نارنا المفتوحة”.
ليس الجيش اللبناني غائبًا عن المشهد، بل هو درعٌ يواجه ضربات مزدوجة: خروقات إسرائيليّة مستمرّة، وانتقادات داخليّة تتجاهل واقعه المرير. قلّة الدعم، ضعف التسليح، والأزمات الاقتصاديّة المتفاقمة هي القيود التي تمنعه من التحرّك كما يتمنّى. ومع ذلك، يظلّ الجيش واقفًا كالسنديان، مؤمنًا بدوره كحارس للسيادة اللبنانيّة.
رغم محاولات “إسرائيل” دقّ إسفين بين الجيش والمقاومة، فإنّ التنسيق بينهما يظلّ ركيزة القوّة الوطنيّة. في وجه عـ ـدوّ يسعى للتفريق، يتحوّل هذا التنسيق إلى عنوان للصمود، وحجر زاوية يحمي الحدود من الانهيار.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top